اعترف قيادات وناشطون في جماعة أنصار الله بحدوث ما سموه مخالفات وتصرفات غير مسؤولة أدت إلى قيام السلطات السورية بإغلاق سفارة صنعاء قبل أيام.
وأكد سياسيو وناشطو أنصار الله أن "النتائج والأخطاء والمخالفات التي ارتكبها بعض دبلوماسيينا في دمشق هي نتائج طبيعية جدا لسوء الاختيار الذي قد يكون متعمدا من بعض مخترقي المسيرة ليقود إلى الفشل وضرب علاقتنا بالحلفاء في محور المقاومة"، حسب قولهم.
وفي منشور طويل، أورد الناشط في أنصار الله خالد العراسي جملة أسباب أدت إلى إغلاق السفارة اليمنية في دمشق، مشيرا إلى "هناك لوائح وأنظمة وقوانين محددة لشروط تعيين الدبلوماسيين في سفاراتنا، إلا أن أغلب من حصلوا على قرارات تعيين في سفارتنا بدمشق لا ينطبق عليهم حتى شرط واحد من هذه الشروط".
وسرد العراسي بعضا مما سماها الأخطاء، ومنها أن "أحد الملحقين لم يكن حاصلا على الثانوية العامة عند تعيينه وحصل عليها لاحقا من خلال الدراسة عن بعد، وكل مؤهله أنه ابن أحد كبار الاعلاميين في إحدى قنواتنا"، وأن "مؤهل إثنين من الدبلوماسيين ثانوية عامة بينما أقل مؤهل مطلوب لمناصبهم البكالوريوس واللغة الانجليزية ودبلوم الدبلوماسية ودورات تخصصية".
وأضاف: جميعهم باستثناء السفير والملحق العسكري والملحق الثقافي ليس لديهم خبرة دبلوماسية أو وظيفية سابقة، بينما تنص القوانين بشأن شروط تعيين الدبلوماسيين (باستثناء١٠%من السفراء من حق الرئيس تعيينهم بشكل مباشر) أما البقية فيجب أن يكونوا موظفين حكوميين ولديهم خبرة وتدرجوا وظيفيا، وذلك غاب في قرارات تعيينهم.
ومن بين الأسباب أيضا، بحسب العراسي، أن "أحد الملحقين عمره ما زار اليمن، ولم يكتفوا بجريمة تعيينه ملحقا بل صرفوا له عند تعيينه عشرة آلاف دولار بدل سفر وهو موجود في سورية أصلا، وأيضا أحد الملحقين تورط بارتكاب مخالفات قانونية وتم فصله من العمل وبدلا من ترحيله عينته السفارة في منصب غير موجود ضمن الهيكل الوظيفي بالسفارة وكأنها عملية تحد لدولتنا التي فصلته وللحكومة السورية التي اعتقلته بسبب مخالفاته القانونية المتكررة".
واختتم العراسي منشوره بالقول: فما هي النتائج المتوقعة؟ هل كان المتوقع أن تتطور العلاقات ونصبح نحن وعضو محور المقاومة السوري روحين في جسد ونلتحم مع بقية أعضاء المحور ونبحث عن نجاحات دبلوماسية جديدة بتوطيد العلاقات على الاقل مع خصوم امريكا ومحور الشر؟
بدوره، أكد القيادي في أنصار الله علي عبد العظيم الحوثي، المقرب من مكتب زعيم الجماعة في صعدة، أن "هذه الاختلالات والإخفاقات لم يسبق أن حدثت في تاريخ الجمهورية اليمنية ولا في أي دولة مهما كانت ضعيفة وحديثة النشأة، مشيرا إلى أن الجانب الدبلوماسي له أصوله والمجاملات والمحسوبية والبيع والشراء والهفوات تحدث في الجانب المؤسسي وهذا خطأ وننتقده باستمرار للتصويب، إلا أنه خطأ أكبر عند حدوثه في الجانب الدبلوماسي.
وأضاف الحوثي: "الذي حصل هو أن بعض الدبلوماسيين ارتكبوا مخالفات سابقة شكلت تراكمات تلقت السفارة على إثرها تنبيهات وتحذيرات وارتكبوا مخالفات وأخطاء لاحقة، أما عن تفاصيل المخالفات والأخطاء فهناك أشياء لا أستطيع التحدث عنها وقد وصلت بوثائقها وأدلتها إلى الشخص الذي كلفه السيد القائد بالتحري حول الموضوع".
وبالرغم من اعتراف القيادي علي الحوثي بتلك المخالفات، إلا أنه عاود اتهام النظام السوري بالقول: لا شك عندي أن النظام السوري رضخ لمطالب السعودية لأنه بلا مبادئ، لكن هو بحث له عن مبررات واهية وبالنسبة لنا علينا أن نتعلم من أخطائنا وأن نتداركها".