تقارير خاصة

ربما ليس هناك من سلطة في العالم تدعو إلى التحشيدات والمسيرات مثل سلطة صنعاء. إنها أكثر سلطة تحشيدية على الإطلاق وبلا منازع وعبر التاريخ. 
لم يحدث لسلطة أمر واقع في مكان ما من هذا العالم أن نفذت خلال بضع سنوات مئات المسيرات والاحتشادات. 
وحدها سلطة أنصار الله تجيد ذلك إلى درجة الإدمان. إنها فعلا مدمنة تحشيدات، فذاك هو عملها على الدوام. والغريب أنه ليس هناك مسيرة واحدة من تلك التي خرجت وتخرج في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية المسيطر عليها من قبل الجماعة قد التفتت إلى  سلطتها الحاكمة بجملة مطالب. فكلها إما عبارة عن رسائل عابرة للقارات أو تعبيرات مناسباتية تبرز الجماعة من خلالها صورتها للعالم. 
أمس "دعت اللجنة المنظمة للفعاليات أبناء الشعب اليمني العظيم للخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة بأمانة العاصمة والمحافظات عصر اليوم الجمعة تعزيزا لصمود غزة وإسناداً للمقاومة الفلسطينية".
وغداً ستخرج تلك المسيرات وتُلقى تلك الكلمات وتُلتقط تلك الصور، ويعود كل إلى إدراجه آملا من كاميرا قناة المسيرة أن تكون قد شملت وجهه هو أيضا بحيث يمكن تمييزه من بين كل تلك الوجوه فتمتلئ زوجته وأولاده الصغار حبورا، بينما يحاول هو ألا يُظهر سوى أن عمله كان خالصا لوجه الله وولاء مطلقا للقائد والمسيرة. 
سنوات على هذا المنوال، فطوفان الأقصى كسيف الأقصى، ويوم القدس كيوم الولاية، ولا فرق بين مناسبة ومناسبة، سوى أن التوقيت يختلف من صباح إلى مساء ومن ظل إلى هجير.