• الساعة الآن 12:54 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هل بدأ تحالف صنعاء ودمشق يتهاوى؟

news-details

 

لا شيء واضحا حتى الآن. فالموقف الرسمي لدى كل من صنعاء ودمشق مازال رهن الصمت. وما حدث من دعوة مباغتة وجهتها الخارجية السورية إلى سفارة صنعاء في دمشق مازال هو الآخر غير مستوعب بعد لدى سلطة صنعاء. 
هل هي صفعة تلقاها خد صنعاء على حين غرة من قبل دمشق؟ أم هو التعاطي غير المسؤول ولا الدبلوماسي من قبل أنصار الله اضطرت معه دمشق إلى اتخاذ ذلك الموقف والتوجيه بطرد فريق لا يفقه من الدبلوماسية شيئا. 
لكن ألم يكن ينبغي للخارجية السورية أن ترسل إشعارا مسبقا إلى خارجية صنعاء تبلغها عن اضطرارها ذاك، فتعمل الأخيرة على تغيير الطاقم السفاراتي مثلا أو تقوم هي باتخاذ الإجراء المناسب الذي يحفظ ماء الوجه للطرفين معا؟
لم يبدر حتى الآن توضيح رسمي من هذا الطرف أو ذاك لما حدث. لكن وقع الأمر بحد ذاته كان قاسيا على جماعة أنصار الله، وانعكس ذلك بوضوح في التغريدات التي باشرت الاتهام للنظام السوري بالعمالة تارة وتارة أخرى بقبض الثمن من السعودية. 
بالنسبة لسلطة صنعاء لم تتخذ موقفا مماثلا من سفارة دمشق، فهي مازالت رهن الصدمة كما يبدو. لكن هل أنها ستتغاضى عن الأمر وكان شيئا لم يكن، أم أنها ستضطر هي أيضا إلى القيام بخطوة مماثلة. 
لكن إذا كانت الخطوة السورية قد تم اتخاذها بناء على ترتيبات خاصة بعودتها إلى حظيرة الجامعة العربية وأن ذلك معناه التزام بمقررات تلك الجامعة وبالتالي اعتراف بما تسمى حكومة الشرعية، فإن من المتوقع، والحالة هذه، أن تكون الحكومة السورية هي من ستقوم بإغلاق سفارتها في صنعاء وسحب دبلوماسييها، وتلك صفعة أخرى لا شك سيتلقاها خد صنعاء، وسيبدو غير قادر على تحمل صفعتين بهذا الحجم من القسوة.
في كل الأحوال يبدو أن التحالف بين صنعاء ودمشق، والذي ظنه البعض وخصوصا أنصار الله تحالفا استراتيجيا ووجوديا، قد يشهد تضعضعا وربما تهاويا على الأمد القريب والقريب جدا.
كانت إرهاصات الخطوة السورية قد تجلت قبل سنوات، وتحديدا منذ زيارة الرئيس السوري إلى أبوظبي، وذلك من خلال التغاضي الكبير الذي وصل حد الإهمال، عن كل مواقف أنصار الله مع القضية السورية. لكن الأخيرين أخذوا الأمر على محمل السلامة كما يبدو، وواصلوا تضامنهم مع السوريين وقصائدهم الفصحى والشعبية التي تمجد من انتصار سوريا على "محور الشر والإرهاب" ومن "الرئيس العروبي القائد بشار الأسد". بل إن البعض اعتبر خطاب الأسد الأخير في الجامعة العربية درسا بالغا على الأجيال أن تتعلمه وتحفظه.
في لغة السياسة، لم تربح سوريا شيئا من العلاقة مع أنصار الله، وهي الآن في صدد تعويض خسارتها من تلك العلاقة بالانفتاح على الإمارات ثم على السعودية. في المقابل، كان أنصار الله هم الرابحين من علاقتهم مع سوريا، وبطبيعة الحال أصبحوا هم الخاسرين، حيث لم يعد ثمة معهم الآن إلا حليف واحد هو الإيراني. لكن ذلك الإيراني قد يغير موقفه يوما ما هو أيضا أمام الإغراءات والمغازلات السعودية فيقوم ربما بطرد سفارتهم وإغلاقها. 
قد يواصل أنصار الله التغني بانتصاراتهم، وبكونهم فرضوا معادلة قوية أمام السعودية على وجه الخصوص، باعتبارها قادت تحالفا عدوانيا على اليمن خرجت فيه مهزومة أو على الأقل تم ردعها كما ينبغي. لكن الواقع للأسف الشديد يقول بأن السعودية هي التي انتصرت، إن لم يكن في الحرب ففي السياسة، حيث استطاعت ترويض الجماعة وجذبهم إلى مفاوضات هي من تدير طاولتها، كما أنها ربحت ورقة سوريا فزادت بذلك من عزلة أنصار الله خارجيا ليعودوا وحيدين كما أتوا.

شارك الخبر: