اتهمت منظمة حقوق الإنسان في إيران عملاء الاستخبارات بالبلاد بتعمدهم استهداف عيون المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي، موضحة أن هذه الخطة جرت بشكل مدروس من قبل قوى الأمن، بخاصة من خلال استهداف الفتيات والنساء اللاتي انخرطن في الحراك ضد النظام.
وقال المنظمة الإيرانية، في تقريرها، إن فقد كثير من المحتجين عيونهم لم يكن عشوائياً أو على سبيل الصدفة، بل تعمد عملاء الأمن باستهدافهم.
وكانت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية وتزامناً مع ارتفاع عدد حالات المحتجين الذين استهدفوا بهذا الشكل، أوضحت العام الماضي أن قوى القمع تستهدف بشكل متعمد وجوه وعيون وصدور والأعضاء الجنسية للنساء.
ووفقاً للصحيفة البريطانية فإن غالبية الرجال استهدفوا من الخلف، وتلقى كثير منهم طلقات في الظهر والأرجل، وثبتت حالات كثيرة تظهر أن قوى الأمن الإيرانية أطلقت الرصاص واستهدفت مناطق محددة لدى النساء.
وفيما لم يرد تعقيب من النظام، أشارت الـ"غارديان" إلى أن الوثائق الطبية أثبتت أن الطلقات التي وجهت إلى المحتجين كانت من مسافة قصيرة جداً، وقد بحث فريق متخصص في "طب العيون" ببريطانيا هذه الوثائق وأكد صحتها.
اقرأ المزيدأطفال للبيع في إيران فكم ثمن المأساة؟الأمم المتحدة تطالب إيران بإلغاء قانون الحجاب "المهين"عندما تخدم المعارضة النظام الإيراني
واستطاع نشطاء منظمة حقوق الإنسان الإيرانية تحديد هوية 138 من ضحايا هذه الخطة الإيرانية، إذ فقد الضحايا عيونهم بواسطة استهداف عملاء النظام.
وأزاحت إحصاءات المنظمة الستار عن أن نسبة قتلى الاحتجاجات بين النساء خلال التجمعات التي هتفت ضد النظام بلغت تسعة في المئة، بينما شكل النساء 28 في المئة من بين المستهدفين في الوجه.
وذكر المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية محمود أميري مقدم، أن "الإحصاءات تبين أن الجرائم التي ارتكبها النظام خلال احتجاجات العام الماضي جرت على أساس تنسيق ومخطط مسبق".
واعتبر المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن مرشد النظام علي خامنئي والقوى الأمنية الخاضعة لإمرته هم المتهمون الأساسيون في القمع المنظم وإطلاق النار المتعمد ضد النساء واستهدافهم في الوجه.
وذكر أميري مقدم، أن "هذه الجرائم لا يمكن أن تكون فردية، ويجب استجواب مرشد النظام علي خامنئي وجميع القوى التي تتلقى الأوامر منه بسبب هذه الجرائم".
في السياق، كانت صحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت بعد مضي شهرين من الاحتجاجات الإيرانية، إلى أنه من خلال التقارير الواردة لثلاثة مراكز لـ"طب العيون" في طهران هي "فارابي" و"الرسول الأكرم" و"لبافي نجاد" راجع أكثر من 500 شخص من المحتجين المراكز الطبية المذكورة لتلقي العلاج من إصابات شديدة في العين.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"