حياة

تشير دراسة جديدة إلى أن الآثار الأحفورية المكتشفة في الساحل الجنوبي لعاصمة جنوب أفريقيا كيب تاون، قد تكون على الأرجح أقدم دليل حتى الآن على أن أسلاف البشر كانوا يرتدون أحذية للسير عبر مساحات شاسعة.

واكتشف علماء الآثار في هذا الساحل، وعلى مدى الـ15 عاماً الماضية، أكثر من 350 أثر أقدام فقريات، بما في ذلك تلك التي صنعتها الخيول وبعضها من قبل البشر إما عبر المشي أو الركض حافي القدمين كما تتضح من آثار أصابع القدم.

وكما قال تشارلز هيلم من جامعة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، إن "من بين هذه الآثار المحفوظة جيداً كانت هناك أيضاً بصمات عدة لم تظهر آثاراً لأصابع القدم".

وفي دراسة جديدة، نشرت حديثاً في مجلة "إكنوس" Ichnos، درس العلماء آثار أقدام أشباه البشر من أصل الإنسان مع علامات استخدام الأحذية في جنوب أفريقيا وقارنوها بتلك الموجودة في فترات زمنية لاحقة اكتشفت في أوروبا الغربية. وكان الاشتباه في أن "سكان هذه المناطق في العصر الحجري الأوسط كانت لديهم الوسائل والدافع والفرصة لتصميم الأحذية".

وحلّل الباحثون أدلة من ثلاثة أسطح من عصور ما قبل التاريخ على ساحل كيب في جنوب أفريقيا تشير إلى أن البشر ربما "ارتدوا بالفعل أحذية" أثناء عبورهم أسطح الكثبان الرملية في المنطقة خلال العصر الحجري الأوسط.

عادة، ولتحديد الأحذية البشرية، اعتمد علماء الآثار على اكتشاف وجود علامات أصابع القدم وطريقة اصطفافها كعامل حاسم محدد.

ويقول الدكتور هيلم عبر موقع "ذا كونفرزيشن" The Conversation، "مثل هذه الميزات غير مرجحة في آثار أسلاف البشر الذين يرتدون الأحذية".

وللتحري عن آثار أقدام تدل على استخدام محتمل للأحذية من قبل أسلاف البشر القدماء، بحث علماء الآثار عن هوامش مسار واضحة مع مخطط تفصيلي لآثار أشباه البشر جنباً إلى جنب مع أي نقاط ترابط محتملة إذا تركوا أي آثار أو علامات تدل على ذلك.

وفي حين أن أيّاً من المواقع الثلاثة لم تؤرخ علمياً كدليل محتمل حتى الآن، يقول العلماء إن هذه الآثار ربما تكون تشكلت من حوالى 70 ألف عام إلى أكثر من 130 ألف سنة مضت.

وهم يشتبهون أيضاً في أن الأحذية هذه طورها البشر قديماً كحماية من الصخور الحادة على طول الساحل، وكذلك من الحرارة الشديدة والبرودة.

ويكتب الدكتور هيلم أنه بمجرد أن وجد أسلاف الإنسان الأوائل طريقة لاستخدام الأدوات العظمية لتصميم الملابس لأنفسهم، "ربما كانت الأحذية إضافة منطقية".