عندما تسمع أن هناك نية برفع دعوى قضائية ضد يزيد بن معاوية بسبب قتل الحسين بن علي، قبل أكثر من 1400 عام، ستعتقد ان الأمر لا يتعدى كونه نكتة سمجة اطلقها أحدهم في الشارع أو على مواقع التواصل.
لكن في الحقيقة، هذه ليست نكتة أو تهكماً من طرف ما تجاه قضية دينية، بل واقعاً فرضه احد الحقوقيين في العراق.
فما المقصود برفع دعوى ضد شخص كان موجوداً قبل الآف السنين، وهل يُفسر هذا الكلام حرفياً أم له دلالات أخرى؟
في التفاصيل التي ضجت مواقع التواصل، تحدث المستشار القانوني سعد البخاتي خلال لقاء تلفزيوني عن نيته برفع دعوى قضائية ضد "يزيد بن معاوية".
وتحدث البخاتي خلال اللقاء عن أهمية البعد القانوني في هذه القضية الشائكة، مؤكداً أن الجرائم الطويلة التي فيها وازع ديني أو سياسي لا تسقط بالتقادم كباقي القضايا.
وبعد ان أثار كلامه الجدل وسخرية رواد مواقع التواصل، قال البخاتي، أن الحديث عن الدعوى القضائية ضد يزيد بن معاوية كان يهدف منها محاكمة أتباعه.
وأشار إلى أن حديثه تم فهمه بطريقة خاطئة، وتجييره من قبل البعض لصالح فهم قاصر بقضية استشهاد الإمام الحسين، مؤكداً ان ما تم تداوله غير صحيح، فلا يمكن إقامة دعوى قضائية في الوقت الحالي ضد أشخاص عاشوا قبل آلاف السنين.
ولفت البخاتي إلى أنّ مقصده محاكمة يزيد وأتباعه وكل من ينشر مفاهيمهم، لتشويه صورة القضية الحسينية وتساءل قائلا: "أين يزيد الآن حتى تقام له محكمة وأين كل من جاء خلفه في تلك المعركة وقبلها وبعدها؟".
وختم المستشار القانوني قوله، ان اللقاء تم استغلاله وتقطيعه بطريقة جاهلة رغم ان الجميع يعلم ان القانون لا يُطبق بهذا الشكل، والدعوى القضائية لا تتم إلا بوجود طرفين لجريمة ويطلب المجني عليه أو ذويه، الشكوى ضد الجاني.