ملفات ساخنة

قال نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقواته في جنوب أوكرانيا سيبذلون قصارى جهدهم للاحتفاظ بشبه جزيرة القرم.

ويمضي القادة في كييف قدماً في خططهم الرامية إلى تحرير شبه الجزيرة، رغم المخاوف الغربية من التصعيد الروسي، وفق تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وقال فاديم سكيبيتسكي، في قمة يالطا للإستراتيجية الأوروبية، التي عُقِدَت في كييف أمس السبت، إن القرم هي مفتاح استعراض روسيا لقوتها الإقليمية، وتحريرها بالنسبة لكييف أمر غير قابل التفاوض.

وأضاف سكيبيتسكي أن روسيا لديها الآن 423 ألف جنديّ على الأراضي الأوكرانية في المناطق المحتلة من شرق دونباس وشبه جزيرة القرم و"الممر البري" في جنوب أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ شبه الجزيرة تحتل مكانةً خاصة بين المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وهي "جزء لا يتجزأ من بلدنا".

ولفت مسؤول الاستخبارات الأوكراني إلى إنه منذ أنّ ضمَّ "صغار جنود" الكرملين القرم عام 2014، حوّلت روسيا شبه الجزيرة إلى قاعدة عسكرية قوية، وأعادت جميع المنشآت العسكرية للاتحاد السوفيتي السابق.

وأضاف سكيبيتسكي: "إنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على الأراضي التي احتلوها، بما في ذلك خيرسون أوبلاست وزابوريجيا أوبلاست، وشبه جزيرة القرم أيضاً"، مشيراً إلى أن شبه جزيرة القرم تساعدهم على بسط سيطرتهم الكاملة على منطقة البحر الأسود، واستعراض قوتهم في البحر الأبيض المتوسط.

وتابع سكيبيتسكي: "وجودهم في سوريا والدول الإفريقية يدعمه وجودهم في البحر الأسود".

جسر مضيق كيرتش

ويمثل الممر البري أحد أعظم إنجازات موسكو بعد 18 شهراً من الحرب. وخسارته المحتملة تمثل ضربة سياسية قاصمة لبوتين، ومن الممكن أن تُعرِّض قواته للخطر في شبه الجزيرة وبقية أماكن جنوب أوكرانيا. وستتجلى هذه المشكلة تحديداً إذا دمّرت أوكرانيا جسر مضيق كيرتش، الذي تعرَّض فعلاً لهجمات مرات عدة.

وأوضح سكيبيتسكي: "في الوقت الراهن، تستغل روسيا بهمةٍ ونشاط شبه جزيرة القرم لتزويد وحداتها في أقاليم خيرسون وزابوريجيا بالإمدادات. وتعمل خطوط إمدادهم وذخائرهم وجنودهم عبر شبه جزيرة القرم. وفي شبه الجزيرة، شكّلوا مؤخراً الجيش وأشار تقرير "نيوزويك" إلى تعرض القوات المُسلحة الروسية لأضرارٍ بالغة. ووقع أسطول البحر الأسود ضحيةً للقوات الأوكرانية رغم أنّ كييف ليس لديها سلاح بحري تقليدي قوي.

وأضاف سكيبيتسكي إن "التهديد الذي يمثله لنا أسطول البحر الأسود يتعلق في المقام الأول بصواريخ كاليبر كروز. فخلال الشهر الماضي، استخدم الروس شبه جزيرة القرم بهمةٍ ونشاط لضرب منشآتنا البحرية، فضلاً عن ذلك، وجَّهوا ضربات لمنشآت البنية التحتية التي من المفترض أن توفر الأمن الغذائي للعالم بأسره تقريباً".

وتابع سكيبيتسكي: "من الممكن أن نتوقع أن تواصل روسيا حشد عسكرييها، وبناء جيشها في شبه جزيرة القرم، وأن تبذل كل جهدها للسيطرة على منطقة البحر الأسود".

 العقيدة النووية الروسية

وأوضحت كييف عزمها على تحرير شبه جزيرة القرم وجميع الأراضي الأخرى المحتلة، إذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العام الماضي: "اندلعت الحرب من شبه جزيرة القرم، وستضع أوزارها فيها".

لكنّ مكانة القرم الخاصة في مشروع بوتين الإمبريالي الجديد أثارت مخاوف من أنَّ أي تهديد يمس الحكم الروسي سيفضي إلى تصعيد نووي. وتشير العقيدة النووية الروسية إلى أن روسيا يجوز أن تلجأ إلى أسلحة الدمار الشامل، عندما "يتعرض وجود الدولة نفسه إلى الخطر".

ففي وقتٍ سابق من العام الجاري، هدَّد الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف الذي لم يَعُد جزءاً من الدائرة الداخلية للكرملين "باستخدام جميع وسائل الحماية الممكنة، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في العقيدة الأساسية للردع النووي"، إذا تعرضت شبه جزيرة القرم للتهديد.