توالت ردود الفعل من قبل سياسيين وناشطين يمنيين حول الهجمة الشرسة التي يشنها أنصار الله على رئيس حزب المؤتمر في صنعاء صادق أمين أبوراس، والتي لم يهدأ أوارها منذ أكثر من أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر ناشطون وسياسيون عن إدانتهم لهذا التعاطي من قبل أنصار الله تجاه من ينتقد سياستهم، مستغربين كيف يتحدث الأنصار عن إيمانهم بالرأي والرأي الآخر وعن استعدادهم للتحاور مع مختلف الأطياف اليمنية في الداخل والخارج، ثم يضيقون ذرعا لمجرد ملاحظات هامشية وجهها أبوراس أو غيره ينتقد فيها تعاطيهم اللامسؤول مع الشعب اليمني، باعتبارهم سلطة حاكمة.
النائب في برلمان صنعاء أحمد سيف حاشد من تعاطي أنصار الله مع من يختلف معهم ورويتهم لمن ينتقدهم.
وقال حاشد في تغريدة له إنه "يتم التحريض علينا ومحاولة إرهابنا تحت عيون ومسامع وتواطؤ أجهزة الأمن"، واصفا رد فعل أنصار الله من انتقادهم بأنها "تصحر في الوعي وأيديولوجيا ثقيلة ومفخخة تسحق العقل وتقتل الضمير والإنسان. بعض من مخرجات بائسة لعهد أشد بؤسا وقتامة".
بدوره اعتبر السياسي والناشط والكاتب في جماعة انصار الله محمد المقالح أن أقبح كلمات السلطة هي تلك الخطابات التي يهدد بها المسؤول شعبه بالويل وعظائم الامور وأن أجملها هي لغة التقارب والتآخي والمصالحة.
وقال المقالح مخاطبا أنصار الله: خلوا كلمات التهديد الفارغ للانجليز وبقية الاجانب في حضرموت وسقطرى والمياه الإقليمية في البحر الأحمر، في إشارة إلى الخطاب الناري الذي وجهه مهدي المشاط إلى الداخل قبل أيام.
وأضاف في تغريدة أخرى: "كان أبوراس إلى قبل أيام يعمل رئيسا للمؤتمر ولا يسمع به الناس إلا لماما وأثناء فعاليات المؤتمر التي أصبحت هي الأخرى نادرة"، متسائلا: ماذا حدث حتى يصبح الرجل حديث الناس؟ هل هي كلمته الأخيرة عن حالة الناس في ظل الهدنة؟ أم أنها ردود الفعل المتشنجة التي أظهرت الأنصار في حالة ضعف غير مسبوقة.
وردا على الحملة التي أطلقها عضو المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله محمد علي الحوثي بمصادرة ممتلكات حزب المؤتمر في العاصمة، طالب الأكاديمي في جامعة صنعاء إبراهيم الكبسي سلطات أنصار الله "بإعداد كشوفات بأسماء لصوص الحرب وقائمة بعقاراتهم واستثماراتهم وملايينهم"، في إشارة إلى أن هناك قيادات في أنصار الله متورطة بنهب المال العام.
وأضاف الكبسي في تغريدة له: "يا حبذا لو يتم الكشف عن مصير سبائك الذهب المصادرة من بيت عفاش والتي قلتم أنها ستخصص للمرتبات".
واختتم تغريدته بالقول إن "لصوص الـ9 سنوات نهبوا أضعاف ما نهب لصوص الأمس وهم خونة لأنهم اغتنوا وشبعوا عندما افتقر وجاع الشعب".
بدوره، اعتبر الناشط سليم عامر أن أنصار الله أصبحوا يرون أنفسهم فوق النقد.
وقال عامر: يا عزيزي إذا كنتم مش قادرين تتحملوا النقد كيف تتحملوا المعارضة، مشيرا إلى أن الانتقاد معناه النصيحة لا أكثر، وأن المعارضة فمعناها "شيء ثاني تماما. شيء لا طاقة لكم به".
إلى ذلك اتهم المذيع في قناة "اليمن اليوم" التي تبث من صنعاء أحمد الكبسي، جماعة أنصار الله بأنهم يريدون أجراء لا شركاء.
وقال الكبسي في تغريدة له مخاطبا الجماعة: "استمروا في حملتكم لإرهاب وتخوين كل من يختلف معكم. خلي العالم تعرف حقيقة تعاملكم مع الشركاء، خلي العالم تعرف انكم تريدون اجراء لا شركاء، خلي العالم تفهم انكم لا تقبلون بالآخر، تتوعدونه لأنه يطالب ان تكونوا دولة، لأنه يبحث عن حل لمشكلة الراتب".
المذيع في قناة الساحات عبدالحافظ معجب، وهي قناة محسوبة على أنصار الله ومقرها في بيروت، انتقد هو الآخر التعاطي المتشنج من قبل جماعته مع تصريحات رئيس المؤتمر، مشيرا إلى أن هناك انتهازيين يعملون على ما سماه النخر في العلاقة بين المؤتمر وأنصار الله، وشبههم بأدوات المخابرات البريطانية الذين يدعون بأنهم شيعة، ووظيفتهم سب مجموعة من الصحابة وزوجات النبي، وهم في الحقيقة أدوات وظيفتهم إشعال الفتن بين المسلمين، وليسوا بشيعة حقيقيين، حسب قوله.
أما الناشط رشيد البروي فقال إن توزيع صكوك الوطنية والتخوين ليس من صالح الجميع لا هذا ولا ذاك، فالوطن يعيش مرحلة حساسة جدًا، و اليمن أكبر من أن تحكمها جماعة معينة أو حزب معين، ومن أجل البقاء في الحكم الشراكة لكافة القوى هو الحل لخروج اليمن من التشرذم الذي هو فيه منذُ 9 سنوات بسبب سياسة الإقصاء.
وأضاف البروي أن من يحكم بالإقصاء في أي نظام حاكم يسقط وسيسقط ولو بعد حين، ومن يحتوي الجميع سيحكم الجميع، مشيرا إلى انه ليس من صالح حكومة صنعاء توزيع صكوك العمالة والولاء ومزايدة هذا الطرف على هذا الطرف بأعداد الشهداء والتضحيات.