خاص
تكهنت بعض الأوساط المقربة من أنصار الله بوجود خلافات عميقة ومشاكل تضرب الجماعة من الداخل، مشيرة إلى أن الامور تتجه للفوضى.
وقال ناشطون مقربون من مكتب زعيم أنصار الله في صعدة إن تواجد كل القيادات العليا والوسطى في معقل الجماعة يشير إلى "مشاكل تضرب المسيرة القرآنية من الداخل حيث تتجه الأمور نحو الفوضى والنهب".
الناشط علي فاضل، أحد الذين كانوا على صلة بمكتب زعيم أنصار الله في صعدة، وعلى وجه الخصوص بالقيادي سفر الصوفي مدير مكتب عبد الملك الحوثي الذي أقيل قبل أشهر، تحدث في سلسلة تغريدات على منصة إكس عن وجود انقسامات عمية تعصف بالجماعة، مشيرا إلى أن الوضع ينذر بخطورة كبيرة.
وقال فاضل إن "المسيرة القرآنية مقسومة نصين، نص مع بقاء المشاط رئيس ونص مع تغييره"، مشيرا إلى أن زعيم الجماعة مع بقاء المشاط حتى لو كان ضعيفا ولا يقدم للشعب شيئا، عازيا ذلك بأن المشاط شخص موثوق لدى الحوثي الذي لا يريد صعود هاشمي "يشوف نفسه".
وتابع القول بأن ثمة في وسط أنصار الله شائعات تقول إن زعيم الجماعة لم يكن موفقا في اختيار مهدي المشاط للمجلس السياسي، فيما بعض القيادات تتهم الأخير بأن بعض تصرفاته "تدل على خدمة العدوان"، معتبرا إياها تظل في حكم الشائعات.
وأكد ناشط أنصار الله أن هناك سعيا حثيثا من قبل عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة محمد علي الحوثي، والذي يصفه البعض بصاحب اليد الطولى داخل الجماعة، إلى أن يكون هو البديل عن المشاط.
وقال إن أبو أحمد، وهو اللقب المعروف لمحمد علي الحوثي، "يحرض ضد الرئيس المشاط بأنه ضعيف ومهزوز وما قدر يسيطر، لكن إذا اقترح أي واحد بديل للمشاط غير محمد علي يقوم يقول المشاط صح انه ضعيف لكن الشعب يحبه"، مضيفا بتهكم: "يلعبها صح ابو احمد يعني يا إما يتغير المشاط وانا بدله أو قد احنا على هذا الدمية أفضل نقدر نهوش بوجوده".
وربط ناشطون ما يطرحه ناشط أنصار الله علي فاضل بخطاب زعيم الجماعة الأخير وتوعده فيه بتغييرات وصفها بالجذرية قد تطال قيادات الصف الأول في جماغته، والذين قد يكون المشاط من بينهم.
وأكد الناشطون أن هجوم المشاط الأخير وتهديداته لرئيس حزب المؤتمر في صنعاء، صادق أمين أبوراس، واختلاقه جدلا كبيرا أفضت بشن هجمة شرسة على الأخير، كان فقط بغرض تحويل البوصلة عنه وحرفها إلى عدو افتراضي متمثل بحزب الموتمر وقياداته، وذلك ليمنحه زعيم جماعته فرصة ثانية لرئاسة البلاد.
وفي كل الأحوال، فإن ذهاب قيادات الصف الأول في الجماعة عن قكرة أبيهم إلى معقلهم في صعدة وبقاءهم هناك منذ أيام يؤكد وجود خلافات لم يتم حسمها بعد، خصوصا وأن قائد الجناح القبلي في الجماعة عبدالله عيضه الرزامي تورط خلال اليومين الماضيين في معارك قبلية في صعدة راح ضحيتها مواطنون أبرياء.
وبحسب فاضل، فإن إقحام الرزامي في تلك المعارك يأتي بهدف عزله عن القبائل وتعميق العداوة بينه وبينهم، نظرا لما كان قد اكتسبه من شعبية وقوة سياسية كبيرة نتيجة لدعمه القبلي.
وأشار إلى أن "آل البيت فرع ضحيان" يقفون وراء خطة استهداف الرزامي لأنهم يرون أنه يشكل تهديدًا لمصالحهم المستقبلية "وبالتالي يرغبون في الحيلولة دون تقديمه كقوة سياسية وازنة في حركة أنصار الله".