طهران – النقار
دعت السعودية وإيران والصين إلى التوصّل لحلّ سياسي شامل للحرب في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة، في أحدث مؤشر على محاولة الأطراف الإقليمية ضبط صراعاتها بالمنطقة عبر مسار دبلوماسي مشترك ترعاه بكين.
وجاء الموقف المشترك خلال الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية السعودية-الصينية-الإيرانية في طهران، المكلّفة بمتابعة تنفيذ «اتفاق بكين» الذي أعاد العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في مارس/آذار 2023 بعد قطيعة استمرت منذ 2016.
وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، جدّد ممثلو الدول الثلاث دعمهم لـ«حلّ سياسي شامل في اليمن» وفق المبادئ المعترف بها دولياً وتحت إشراف الأمم المتحدة، مؤكدين في الوقت نفسه التزام السعودية وإيران بتنفيذ بنود اتفاق بكين كافة، وتعزيز سياسة حسن الجوار واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.
ترأس الجانب الإيراني نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت-رافانشي، فيما رأس الوفد السعودي نائب وزير الخارجية وليد بن عبدالكريم الخريجي، والوفد الصيني نائب وزير الخارجية مياو ده-يو. وأفاد البيان بأن المجتمعين بحثوا «التقدّم» المحقق في مسار التقارب السعودي-الإيراني، وسبل توسيع التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الثلاث.
الاجتماع أصدر أيضاً موقفاً مشتركاً من تطورات المنطقة الأوسع، إذ دعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للهجمات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وسوريا، ونددت بأي انتهاك لسيادة إيران ووحدة أراضيها، محذّرة من أن استمرار التصعيد يهدد أمن المنطقة والعالم، بما في ذلك أمن الملاحة البحرية.
خلفية يمنية
يأتي هذا التطوّر فيما يستمر الجمود في مسار التسوية داخل اليمن، على الرغم من انخفاض نسبي في العمليات العسكرية الواسعة منذ هدنة الأمم المتحدة في 2022، التي تلت سنوات من الحرب بين جماعة أنصارالله (الحوثيين) المسيطرة على صنعاء ومعظم الشمال، و«حكومة مجلس القيادة الرئاسي» المدعومة من تحالف تقوده السعودية.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، أدت الحرب منذ عام 2014 إلى مقتل أكثر من 377 ألف شخص حتى نهاية 2021، غالبيتهم بسبب الجوع والأمراض وانهيار الخدمات الأساسية، إضافة إلى نزوح ملايين اليمنيين، ما جعل البلد ساحةً لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
حتى الآن، لم يُعلن عن آليات عملية أو جدول زمني لتحويل التعهّد السعودي-الإيراني-الصيني بدعم الحل السياسي في اليمن إلى خطوات ملموسة على الأرض، لكنه يضيف ضغطاً سياسياً على أطراف الصراع اليمني، ويؤكد أن ملف الحرب بات بنداً ثابتاً على طاولة التقارب بين الرياض وطهران برعاية صينية.