أخبار اليمن

‏شهدت مدرسة الشهيد صالح الرحبي حادثة أثارت جدلاً واسعاً بعد تعرّض الطالب عبيدة مجاهد راجح، طالب الصف الثامن الأساسي، لإساءة علنية من قبل مدير المدرسة مهدي حسين خلال الطابور الصباحي يوم الأربعاء الموافق 3 ديسمبر 2025، وفق ما أفادت به أسرته في رواية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

‏وفقاً لشهادة شقيق الطالب، فقد نادى المدير على عبيدة أمام جميع طلاب المدرسة، ما دفع الأسرة للاعتقاد بأن سبب النداء متعلق بتفوقه الدراسي، خاصة وأنه الأول على دفعته وغالباً ما يُستعان به في الأنشطة المدرسية. لكن ما جرى على منصة الطابور كان صادماً للطالب وللحاضرين.

‏وبحسب الرواية، بدأ المدير بسؤال الطالب عن مهنة والده، فأجاب عبيدة بأن والده “دكتور” ويعمل في القطاع الصحي، وهو معروف في المنطقة بخدماته الطبية للناس. إلا أن المدير ردّ بطريقة ساخرة، قائلاً أمام الطلاب:
‏“قصدك جاسوس؟ ذلحين بيحاكموه… متى بيصدر الحكم؟”
‏وقد تسببت هذه العبارات في موجة ضحك بين الطلاب، بينما أصيب عبيدة بالارتباك والإحراج الشديد.

‏أشارت الأسرة إلى أن عبيدة نزل من المنصة باكياً، وغادر المدرسة مباشرة دون أن يلتفت إلى زملائه. وعند وصوله إلى المنزل، بدا عليه التوتر الشديد وامتنع عن الحديث أو تناول الطعام.

‏وذكر شقيقه أن عبيدة قال له: “لو أنت تعزني… سير اسحب شهادتي من المدرسة واسمح لي أوقف الدراسة.”

‏ويرى مراقبون أن ما حدث مع الطالب عبيدة ليس حادثة فردية معزولة، بل انعكاس لبيئة اجتماعية متوترة تفاقمت بفعل حالة التعبئة المتطرفة التي تنتهجها جماعة أنصارالله (الحوثيين) في مناطق سيطرتها. ويعتقد هؤلاء أن هذه التعبئة، التي تمزج بين التحريض السياسي والخطاب العدائي، أسهمت في خلق مناخ يتيح لمدير مدرسة ـ يفترض أن يكون نموذجاً للسلوك التربوي ـ أن يمارس مثل هذا الانتهاك بحق طالب قاصر. ويرى المراقبون أن هذه الحادثة تعبّر عن تشوّه اجتماعي عام فرضته الجماعة على المجتمع، وامتد تأثيره إلى المؤسسات التعليمية التي يفترض أن تكون بيئة آمنة ومحايدة ومحمية من الصراعات.