• الساعة الآن 07:18 AM
  • 6℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

"الدعم السريع" تحشد لتصعيد جديد جنوب كردفان

news-details

أسفر هجوم نفذته قوات "الدعم السريع" بمسيّرة على بلدة كلوقي في ولاية جنوب كردفان في السودان عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال، بحسب ما أفاد مسؤول محلي وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأحد.

وقال الرئيس التنفيذي لوحدة كلوقي الإدارية عصام الدين السيد إن المسيّرة قصفت ثلاث مرات الخميس، "الأولى في روضة الأطفال ثم المستشفى وعادت للمرة الثالثة قصفت والناس يحاولون إنقاذ الأطفال".

وحمل قوات "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، مسؤولية الهجوم.

من جانبه أوضح مدير الإعلام بولاية جنوب كردفان، آدم سالم، أن وفيات الأطفال ارتفعت من 43 إلى 63 بتسجيل 20 حالة وفاة جديدة، بينما بلغ عدد الوفيات بين البالغين 44 قتيلاً، بجانب سبعة من النساء، وارتفع عدد الجرحى إلى 71، من بينهم 11 طفلاً.

وأرجع سالم الارتفاع الكبير في حصيلة الضحايا إلى تكرر الاستهداف في أربع مناطق مختلفة، الأمر الذي عقد من عمليات الحصر في اليوم الأول للحادثة التي شكلت صدمة ومأساة كبيرة بكل منطقة كالوقي.

وبحسب شهود عيان نفذت المسيرة ثلاث ضربات صاروخية، استهدفت الأولى مقر الروضة، فيما جاءت الثانية أثناء تجمع الأهالي بمنطقة الحادثة، وكانت الضربة الثالثة داخل مستشفى المحلية المجاور.

وفي مؤشر لتصعيد جديد بجنوب كردفان تواصل قوات "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية/ شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، حشد قوات كبيرة من عناصرها في محيط مدينتي الدلنج وهجليج، في وقت أعلن فيه مصادر عسكرية عن إحباط الجيش السوداني وحلفاؤه أمس هجوماً وشيكاً كانت تخطط تلك القوات لشنه على مدينة كادوقلي عاصمة الولاية.

وأوضحت المصادر، أن الجيش والقوات المساندة له، تمكنوا من إفشال الهجوم بتحرك مضاد سيطروا من خلاله على منطقة جبل التيتل بجنوب كردفان، وكبدوا "ميليشيات الحركة الشعبية" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد خلال محاولة الهجوم على كادوقلي.

وتشهد محاور وجبهات القتال بإقليم كردفان، خلال الأيام الأخيرة، تصعيداً عسكرياً متسارعاً بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وقوات الحركة الشعبية المتحالفة معها وسط مؤشرات على اتساع نطاق المواجهات.

حقول النفط

وتضم منطقة هجليج، البوابة الرئيسة لولايات جنوب وشمال كردفان وشرق وجنوب دارفور، حقلاً نفطياً بعدد 75 بئراً تنتج نحو 20 ألف برميل يومياً، كما توجد بها المنشآت الرئيسة للمعالجة ومحطة ضخ النفط في كل من السودان وجنوب السودان وخزانات للوقود الخام بسعة أكثر من 400 ألف برميل، إضافة إلى محطة لتوليد الكهرباء تغذي كل الحقول.

وفي مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي أغلق السودان رسمياً حقل هجليج النفطي، بسبب تكرر هجمات قوات "الدعم السريع" على المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة، أسفرت عن مقتل خمسة موظفين وإصابة سبعة آخرين.

مسيرة بالدمازين

في جنوب شرقي السودان تعرضت أمس مدينة الدمازين، عاصمة إقليم النيل الأزرق أمس السبت، لهجوم بطائرة مسيرة تسبب في انقطاع للتيار الكهربائي عن المدينة، وفق مصادر محلية.

وأفاد سكان محليون بسماعهم دوي انفجار عنيف في محيط محطة الكهرباء التحويلية القديمة بالمنطقة، تسبب في حال من الرعب والهلع وسط السكان، تبعه انقطاع للتيار الكهربائي بالمدينة تزامناً مع انطلاق المضادات الأرضية للجيش وهي تتصدى للهجوم.

وأوضحت مصادر عسكرية، أن المضادات الأرضية للجيش للفرقة الرابعة مشاة بمدينة الدمازين تعاملت مع هجوم بطائرة مسيرة وتمكنت من إسقاط الهدف.

وفي الأسبوع الأخير من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تعرضت مدينة الدمازين لهجوم مسير مماثل، ألحق أضراراً بمحطة توليد الكهرباء القريبة من خزان الروصيرص المجاور للمدينة.

زيارة أممية

في غضون ذلك وصل المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فليبي غراندي، رفقة وفد من المفوضية أمس السبت إلى مدينة الدبة بالولاية الشمالية، في زيارة تفقدية لأوضاع النازحين من ولايات دارفور وكردفان بمعسكر العفاض، بمشاركة مكتب الأمم المتحدة للشؤن الإنسانية بالسودان (أوتشا) ومجموعة المنظمات الأخرى.

ورحبت ممثلة والي الشمالية، منال مكاوي، بالتدخلات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية والوطنية في مجالات العون والإسناد بخاصة لوافدي ولايات دارفور وكردفان بمعسكر العفاض بمحلية الدبة.

4 ملايين نازح

أوضحت مكاوي أن الولاية الشمالية استضافت نحو 4 ملايين نازح في 185 مركزاً للإيواء منذ بدء الحرب في الـ15 من أبريل (نيسان) 2023، بجانب أعداد أخرى من المبعدين والعالقين والعابرين، فضلاً عن الضيافة المجتمعية بكل محليات الولاية السبع.

وأوضح المدير التنفيذي لمحلية الدبة، محمد صابر كشكش، أن كل الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات تعمل بتنسيق تام، في استضافة الوافدين، عبر ثلاثة مسارات لاستقبال الوافدين، بداية بمعسكر العفاض الذي يضم 2008 نازحين، ومسار آخر خارج المعسكر بمدينة الدبة والمناطق المجاورة بنحو 7 آلاف شخص، فضلاً عن الأسر المستضافة عبر المجتمع المحلي بنحو 32 ألف شخص، تقدم لهم كل الخدمات في المجالات المختلفة عن طريق لجنة الطوارئ والخدمات بالولاية والمحلية.

مساعدات خاصة

وأكدت مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان بالسودان، فابريزيو فالتشوني، خلال زيارتها معسكر العفاض للنازحين، أن الصندوق سيقدم المساعدة لكل السيدات اللائي نزحن من الفاشر، بخاصة من تعرض منهن للاغتصاب أثناء رحلة النزوح، وتعرضن لصدمة نفسية تستمر مدة طويلة.

وأكدت فالتشوني أن النساء الحوامل والمرضعات والأطفال بالمعسكر بحاجة ماسة إلى المساعدات في مجالات الولادة الآمنة ورعاية ما قبل وبعد الولادة.

 

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن النازحين وأغلبهم من النساء والأطفال عانوا العنف الشديد ومروا بظروف بالغة الصعوبة ووصل كثير منهم من الفاشر لشمال السودان من دون عائلاتهم وأزواجهم.

إدانة أممية          

دانت الأمم المتحدة الهجوم المسلح الذي تعرضت له شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي قرب منطقة حمرة الشيخ بولاية شمال كردفان، أثناء مشاركتها ضمن قافلة إنسانية تضم 39 شاحنة كانت في طريقها لإيصال مساعدات عاجلة إلى منطقة طويلة بشمال دارفور.

وقال المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، إن الهجوم شكل تهديداً مباشراً لسلامة طاقم القافلة وإمدادات الغذاء الحيوية التي يعتمد عليها آلاف النازحين والأسر الجائعة في شمال دارفور، لافتاً إلى أن الهجوم يأتي في سياق تنامي الأخطار التي تواجه العمل الإنساني، مما يهدد بتقييد حركة الإمدادات ويزيد من صعوبة الوصول إلى المجتمعات الأكثر هشاشة.

الهجوم السادس

وأشار دوجاريك إلى أن القافلة كانت قطعت أكثر من نصف طريقها الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر على الطريق المسموح لجميع أطراف النزاع باستخدامه ويعد شريان الحياة الرئيس للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً في دارفور.

ولفت إلى أن الهجوم يعد السادس من نوعه ضمن الهجمات التي استهدفت شاحنات ومرافق تابعة للبرنامج، تسببت في مقتل ثمانية وإصابة آخرين من العاملين الإنسانيين، مطالباً بفتح تحقيق فوري ومستقل حول الحادثة ومحاسبة الأطراف المسؤولة، إذ لا يجب أن تكون الطواقم والممتلكات الإنسانية هدفاً للهجمات.

وتخضع حمرة الشيخ نحو 636 كيلومتراً من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، لسيطرة قوات "الدعم السريع"، بجانب وقوعها على الطريق القومي الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبارا، وهي من المناطق التي تبادل الطرفان السيطرة عليها في خضم التصعيد المتبادل في محور كردفان.

فبينما يسيطر الجيش على بلدات أم روابة والرهد وشيكان، بجانب مدينة الأُبيض عاصمة شمال كردفان، لا تزال مدن وبلدات بارا وجبرة الشيخ وأم بادر وأم دم حاج أحمد، وعدد من القرى الأخرى تحت قبضة قوات "الدعم السريع".

اتهام الجيش

من جانبها اتهمت قوات "الدعم السريع" الطيران المسير للجيش السوداني باستهداف القافلة الإنسانية في منطقة جبرة الشيخ بشمال كردفان.

ووصفت في بيان الهجوم بأنه عمل إرهابي غادر، وانتهاك صارخ ومتعمد لكل القوانين والأعراف الدولية، باستهداف قافلة إنسانية محملة بالمواد الغذائية، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف مثل هذه الاعتداءات الإرهابية، ومحاسبة مرتكبيها.

تعميم وصمت

على خلفية بيان الإدانة الصادر عن الخارجية السودانية في شأن مجزرة روضة أطفال (كالوقي)، أودعت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف أمس السبت مذكرة شديدة اللهجة، عممت بموجبها بيان الخارجية لعضوية المنظمة.

أكدت البعثة في تعميم صحافي أن الميليشيات استوفت كل المعايير والمطلوبات لتصنيفها وإعلانها جماعة إرهابية متوحشة، وأن المجتمع الدولي يجب ألا يتأخر أكثر من ذلك في تصنيفها.

وعلى رغم الاتهامات والإدانات الداخلية والخارجية المتتالية للحادثة غير أن قوات "الدعم السريع" لم تصدر أي تعليق أو بيان في شأن هذه الحادثة حتى اليوم.

واعتبرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، أن مقتل هذا العدد من الأطفال، وإصابة عشرات الآخرين في هجوم مسيرة قوات "الدعم السريع" على كالوقي يشكل جريمة حرب صارخة.

دراسة المبادرات

إلى ذلك أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، رئيس الحركة الشعبية شمال، مالك عقار، أن القيادة السودانية تخضع عدداً من مقترحات ومبادرات وقف الحرب التي وصلتها للدراسة والتفكير، وسيجري الرد عليها بما ينسجم مع السيادة الوطنية والأمن القومي.

وأوضح عقار في تصريحات صحافية أن السودان لا يجب أن يعوّل على الدول الخارجية في حلول أزمته الممتدة لأكثر من عامين، لجهة أن كل الدول تتعامل وفق مصالحها ولا ينبغي تصنيفها بشكل جامد أو حاسم، منوهاً بأن المرحلة الراهنة تتطلب قراءة واقعية، بعيداً من الرهانات الخاطئة على مواقف الآخرين.

ودعا القوى السياسية السودانية إلى تقليل حدة الصراع والخلافات، والعمل بروح جماعية تستجيب لمتطلبات المرحلة، معتبراً أن تجاوز الانقسامات شرط أساس لبناء دولة قوية وموحدة في مرحلة ما بعد الحرب.

ترتيبات الحوار

في معرض استعراضها لأولويات خطة عام 2026 بحثت الحكومة  السودانية أمس ترتيبات إطلاق الحوار السوداني - السوداني والعمل على دعوة القوى السياسية للانخراط في العملية السياسية الشاملة في هذه المرحة المفصلية من تاريخ البلاد.

وناقشت في وزارة شؤون مجلس الوزراء السوداني قضايا إعادة الإعمار وتسريع العمل في تهيئة الأوضاع الأمنية والخدمية في الولايات المتأثرة من الحرب، علاوة على تحريك القطاعات الإنتاجية لتحسين مؤشرات الاقتصاد على المستويين القومي والولائي.

وحدد الاجتماع برئاسة وزير مجلس الوزراء، لمياء عبدالغفار، ست أولويات لخطة العام المقبل تتضمن تحقيق الاستشفاء الاجتماعي وتعزيز التماسك المجتمعي، مشدداً على أهمية تنفيذ مشروعات خطة العام المقبل كنقطة الأساس للخطة الخمسية 2030، بالتركيز على مشروعات الخدمات والاقتصاد، فضلاً عن مشاريع العودة الطوعية وإعادة الإعمار وتنمية قطاعات التعليم والصحة والبيئة.

شارك الخبر: