صنعاء - النقار
انتقد القاضي عبدالوهاب قطران سلطة صنعاء (الحوثي) على خلفية اعتقال أستاذ علم الاجتماع والمفكر اليمني البارز الدكتور حمود العودي (80 عامًا)، واحتجازه مع رفيقيه الدكتور عبدالرحمن العلفي وأنور شعب، معتبرًا الخطوة “تجاوزًا فاضحًا للقانون ولأبسط معايير الكرامة الإنسانية”.
وقال قطران في مقال بعنوان “ألا يوجد فيكم رجلٌ رشيد؟” إن اعتقال شخصية أكاديمية “وقورة” بهذا العمر يعكس “خفّة وجرأة” غير مبررة، مشيرًا إلى أن حتى القضاة —بحسب قانون الجرائم والعقوبات وقانون التنفيذ— لا يملكون قانونًا سجن من تجاوز السبعين، حتى لو كان منفذًا ضده، حفاظًا على كرامته.
وأضاف أن سلطة صنعاء (الحوثي) تعاملت مع العودي كخصم سياسي لا كمفكر وطني، لافتًا إلى مكانته العلمية والاجتماعية الواسعة في اليمن. واستعاد قطران تجربة شخصية قال إنه خضع خلالها لتحقيقات وهو معصوب العينين في جهاز الأمن والمخابرات، بسبب حضوره جلسة مقيل في منزل الدكتور العودي قبل عامين، ما اعتبره مؤشرًا على تصنيف العودي “كمفكر خطير” لدى الأجهزة الأمنية، وأن مجرد الجلوس معه يُعد تهمة.
وأشار قطران إلى أنه أمضى ستة أشهر في زنازين انفرادية، وأنه تلقى لاحقًا دعوات متكررة من أنور شعب لحضور منتدى العودي الأسبوعي، لكنه كان يرفض مازحًا خوفًا من إعادة اعتقاله، في إشارة إلى المناخ الأمني المشدد ضد الدوائر الفكرية.
واختتم قطران بدعوة صريحة للإفراج عن الدكتور حمود العودي ورفاقه، مطالبًا بوقف ما وصفه بـ”البرنامج الثقافي الإجباري” داخل السجون، ومؤكدًا أن استمرار احتجازهم يمثل تكلفة سياسية وأخلاقية على سلطة صنعاء (الحوثي) في الداخل والخارج.