أخبار اليمن

صعدة-النقار 

أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى التابع لسلطة صنعاء (الحوثي)، عبد المؤمن شجاع الدين، قرارا مثيرا للجدل بتكليف أحد خريجي دورة "علماء الشريعة" رئيسا لهيئة التفتيش القضائي في محافظة صعدة، وذلك بعد خمسة أيام فقط من تعيينه كمتدرب في محكمتي صعدة وسحار. 

وجاء في القرار رقم (22) لسنة 1447: "انتداب القاضي عبد الله يحيى صلاح الغالبي للعمل عضوا بهيئة التفتيش القضائي ويُكلَّف رئيسا لفرع الهيئة في محافظة صعدة". 

ويُعد الغالبي واحدا من أصل 84 خريجا من "دورة التأهيل الأولى لعلماء الشريعة"، الذين أصدر مجلس القضاء في 5 نوفمبر الجاري قرارات بتوزيعهم كمتدربين في محاكم عدة محافظات، قبل أن يتم القفز على الإجراءات وتحويل أحدهم إلى رئيس جهاز رقابي على القضاة. 

وبحسب مختصين، فإن القرار يكشف عن نهج سلطة صنعاء في إحلال عناصر من خارج السلك القضائي في مواقع حساسة، وتحويل السلطة القضائية إلى أداة بيد خريجي دورات طائفية، بعيدا عن معايير الكفاءة والخبرة التي يفترض أن تحكم مثل هذه المناصب. 

وأثار القرار جدلا واسعا في الأوساط القضائية، حيث لم يمضِ على تكليف الغالبي كمتدرب في محكمتي صعدة وسحار سوى خمسة أيام، فيتم تكليفه بتولي منصب يفترض أن يكون من أرفع المناصب القضائية وأكثرها خبرة وحساسية، لكن في منطق الجماعة، فإن الخبرة لا تُقاس بالسنوات ولا بالكفاءة، بل بشهادة حضور دورة.

واعتبر قضاة ومحامون مثل هذا التعيين بأنه تصفية ممنهجة للسلطة القضائية واستبدالها بعناصر موالية، بلا خبرة ولا مؤهلات، سوى الولاء للجماعة، وخطوة تكاد تُختزل في عنوان واحد: من مقاعد التدريب إلى رئاسة التفتيش القضائي خلال خمسة أيام فقط.