شبكة النقار-وكالات
أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، رفض تدويل الازمة في السودان ولا فرض شروط خارجية عليه، موجهاً شكره للسعودية على استضافة المفاوضات التي تهدف لوقف القتال.
وقال البرهان في تصريحات للإعلام المصري إنه لا يمكن الآن الحديث عن أي موعد لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه لا فائدة من المفاوضات مع قوات الدعم السريع إذا لم تخرج من الأحياء السكنية.
وأضاف "أن الحل السلمي هو الطريق الأمثل لحل الأزمة الحالية في السودان".
إلى ذلك، أوضح البرهان أن قوات الدعم السريع تتمركز في المستشفيات ومراكز الشرطة في العاصمة السودانية.
وتابع "اقتربنا من إنهاء وجود الدعم السريع في الخرطوم"، مشيرا إلى أن وجود قوات الدعم السريع في مؤسسات الدولة يعرقل عمليات الجيش.
لكنه أضاف "نخشى من انتقال الحرب إلى ولايات سودانية أخرى".
يأتي ذلك بعدما تجددت الاشتباكات، اليوم الاثنين، في الخرطوم وأم درمان على الرغم من الهدنة التي من المفترض أن تكون مستمرة، بالتزامن مع مواصلة المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة.
تأتي تلك الاشتباكات فيما لا يزال الوسطاء الدوليون والإقليميون يسعون جاهدين من أجل دفع الجانبين للتفاوض، بغية إرساء هدنة دائمة.
وقد انطلقت بالفعل يوم السبت في جدة محادثات فنية بين ممثلين عن الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، من أجل التوصل إلى وقف ثابت لإطلاق النار من أجل تسهيل نقل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، على أن تستمر عدة أيام.
فيما شكك بعض المراقبين بإمكانية توافق الطرفين على حل سياسي وشيك، أو حتى هدنة دائمة، قبل حسم المعركة على الأرض، لاسيما في ظل تمسك كل منهما بمواقفه.
يشار إلى أن تلك المحادثات أتت بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى إفريقية قامت بها خصوصا دول شرق القارة عبر منظمة "إيغاد"، لكنها لم تثمر.
فيما أسفرت المعارك المستمرة منذ 22 يوما عن سقوط 700 قتيل وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة، وسط تحذيرات للأمم المتحدة من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.
تجدد المعارك في الخرطوم
ميدانيا تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وسط حديث عن تعثر مفاوضات جدة بين طرفي الصراع.
وقالت مصادر صحفية إن طائرات تابعة للجيش السوداني حلقت في أجواء الخرطوم بحري، مضيفا أن قوات الدعم السريع أطلقت مضادات الطيران لصدها.
وأشارت إلى سماع دوي انفجارات وسط الخرطوم وتصاعد دخان عند مقرن النيلين، وسط تحليق للطائرات الحربية بمحيط القصر الرئاسي.
ولم تحرز مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان والمنعقدة في جدة "تقدما كبيرا"، وفق ما أفاد دبلوماسي سعودي وكالة "فرانس برس"، اليوم الإثنين، فيما يتواصل القتال في الخرطوم.