• الساعة الآن 02:01 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

لا تنس الرقم يا عبد الحافظ

news-details

خاص-النقار

التيشرت لم يعد كذلك، بل أصبح كوتاً رسمياً أنيقاً في الصف الأول من أية فعالية. هناك، حيث يكون القائم بأعمال رئيس حكومة صنعاء محمد مفتاح قد استقر في موضعه، يستطيع عبد الحافظ معجب، الإعلامي المخضرم، أن يصغي باهتمام للمتحدث إليه ويسارع إلى التغريدات والمشاركات: الهيئة العامة للزكاة تطلق مشاريع الإحسان بمناسبة المولد النبوي الشريف بتكلفة إجمالية تقارب الـ27 مليار ريال.
الأمر جلل إذن. وفعالية تقيمها هيئة الزكاة تستدعي الخفة والانتقال إلى الصفوف الأولى للإصغاء هناك بكل الجوارح إلى ما سيقوله العلامة الحافظ مفتاح، ضيف الشرف الأول. 
بطبيعة الحال مبلغ الـ27 مليار ريال هنا عبارة كلفة إجمالية متعلقة فقط بمشاريع "إحسان" بمناسبة المولد. وعلى عبد الحافظ أن يحفظ الرقم جيدا من فم العلامة الحافظ مفتاح، كي يكون اسما على مسمى، وأن يقرب أذنه بقدر الإمكان لكي تكون التغريدة مركزة أكثر. 
أما وقد التقط مصور الفعالية تلك الزاوية الهامة ما بين أذن معجب وفم مفتاح فإنها صورة تستحق النشر أكثر من غيرها وذلك لعدة اعتبارات. أهمها أنها رسالة إلى "السلَف" عبد الرحمن الأهنومي، الذي يرفض حتى الآن تسليم العمل كمدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لـ"الخلف" عبدالحافظ معجب الذي تم تعيينه مؤخرا، ومازال الأمر لم يحسم بعد، كواحدة من الهرجلات التي تتميز بها سلطة صنعاء. 
فأن يُخص عبد الحافظ معجب بحضور فعالية إحسانية بهذا الحجم ويحجز له مكان في الصفوف الأولى إلى جانب محمد مفتاح شخصيا، فضلا عن أن يخصه الأخير بحديث من كل ذلك القرب، بينما يستثنى عبد الرحمن الأهنومي من هذا كله، بالتأكيد سيجعل من معجب مستعدا لأن يطرح أرقاما مليارية أكثر لو لزم الأمر، بل وأن يكتب سلسلة مقالات عن دور هيئة الزكاة في إحداث فارق معيشي هائل عند اليمنيين لدرجة أن أحدا لم يعد يرى متسولا واحدا في هذا الشارع أو ذاك ولا يجد مريضا واحدا يستجدي قيمة العلاج، ولا ولا. وبهذا الصدد، فإن عبد الحافظ معجب يؤكد للجميع أن مبلغ السبعة والعشرين مليار ريال الذي أعلنت عنه هيئة الزكاة برئاسة المجاهد محسن أبو نشطان هو فقط فيما يتعلق بمشاريعها الإحسانية بمناسبة المولد النبوي، وإلا فمشاريع هيئة الزكاة أكثر من أن تحصى أو يحصرها ذلك المبلغ الزهيد والتافه. 
وأمام هذا الخضم كله، ليس بوسع المرء في نهاية المطاف سوى أن يقول: هكذا تفعل المناصب، خصوصا إذا كان الحديث هنا عن سلطة وزانة كسلطة صنعاء.

شارك الخبر: