• الساعة الآن 08:32 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

5 نصائح لمقاومة النسيان

news-details

 النسيان يُصيبنا جميعًا، ويُسبّب لنا نوعًا من الإحباط أيضًا، أكان لجهة تذكر كلمة عالقة على طرف اللسان، أو فقدان الأشياء المهمّة مثل المفاتيح أو النظارات، أو حتى عدم إدراك سبب دخولك إلى غرفة ما.

لكن كيف نكافح النسيان لا سيما أنّنا عرضة لتدفق هائل من المعلومات في كل دقيقة من يقظتنا،  من حياتنا في العالم المادي ومما نتلقاه إلكترونيًا عبر الهواتف الذكية، والتلفزيونات، والحواسيب، وغير ذلك؟ 

تشير التقديرات إلى أنّ الأمريكي العادي يتعرّض لحوالي 34 غيغابايت، أو ما يعادل 11.8 ساعة، من المعلومات يوميًا، بحسب الدكتور شاران رانجاناث في كتابه الأخير "لماذا نتذكر: اكتشاف قوة الذاكرة للاحتفاظ بالمهم". 

وصدر هذا الرقم في تقرير نشره مركز صناعة المعلومات العالمية في جامعة كاليفورنيا، بسان دييغو، العام 2009.

ورانجاث الذي يدير مختبر الذاكرة الديناميكية في جامعة كاليفورنيا بدافيس، حيث يشغل منصب أستاذ في علم النفس وعلوم الأعصاب، قال في حديث له مع الدكتور سانجاي غوبتا ضمن بودكاست Chasing Life: "عندما بحثت في الأمر آخر مرة، لاحظت أن التقدير ارتفع أكثر منذ ذلك الحين". 

وبعيدًا عن تذكر كل هذه المعلومات، قال رانجاث إن علم الذاكرة يظهر أن البشر مهيئون للنسيان. في الواقع، يشير كتابه إلى عمل عالم النفس المعرفي جورج ميلر، الذي استنتج في ورقة بحثية العام 1956، أننا نستطيع أن نحفظ سبعة عناصر (زائد أو ناقص اثنان) في أذهاننا في وقت واحد. لكن الأبحاث اللاحقة أظهرت، وفق رانجاناث، أنّ العدد أقرب إلى ثلاثة أو أربعة عناصر.

وعلّق على الأمر كالتالي: "أعتقد أن أحد المفاهيم الخاطئة التي يتداولها الناس، تتمثّل بأنّ علينا استيعاب كل شيء من حولنا"، لكن "في الواقع، أدمغتنا تعمل على مبدأ الاقتصاد، أي أخذ أقل قدر ممكن من المعلومات ولتحقيق أقصى استفادة منها". 

وأضاف رانجاث أنّ "الأمر كله يتعلق بهذا المبدأ الاقتصادي واستخدام الانتباه كمرشح كبير، لكي تتمكن من التركيز على الأمور الأكثر أهمية"، مشيرًا إلى أن "الأمور أحيانًا تكون تلك التي تتوقعها، وأحيانًا تتجاوز توقعاتك، وهذه هي الأماكن التي تحمل أكبر معنى"، مستدركًا بالقول: "لكن ذلك يعني أيضًا أننا نفوّت بعض الأشياء أحيانًا، وينتهي بنا الأمر بالإحباط لأن انتباهنا كان موجهًا إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ". 

و لا يتعلق تحسين الذاكرة بمحاولة تحميل المزيد من المعلومات في رأسك، موضحًا أن ما أراد قوله هو: "لا تحاول تذكر المزيد، بل تذكر بشكل أفضل، وهذا يعني أحيانًا أن تحفظ أقل".

وإحدى الطرق للقيام بذلك، وفق رانجاناث، تتمثل بعملية تُسمى "التقسيم"، أو تجميع العديد من الأشياء في كلمة واحدة. نحن نتذكر الأبجدية بهذه الطريقة، وكذلك رقم الضمان الاجتماعي، وأسماء البحيرات الكبرى (الاختصار HOMES لبحيرات هورون، أونتاريو، ميشيغان، إيري وسوبيريور). من خلال تجميع هذه العناصر، تقلل من عدد الأشياء التي عليك تذكرها: فعوض 26 حرفًا منفصلًا، تصبح الأبجدية واحدة. وبالمثل، فإن الرياضيين الذين يتنافسون لحفظ أكبر عدد من الأرقام في الرقم π أو ترتيب أوراق اللعب، "يضعون استراتيجيات تسمح لهم بترتيب المعلومات التي يحاولون تذكرها ضمن هيكل أكبر بحيث يمكن أن تتحول 10 أشياء إلى شيء واحد"، وفق رانجاناث.

ماذا تفعل إذا كنت تعاني من النسيان؟ إليك خمس حيل من رانجاناث للمساعدة على تشكيل الذكريات للأحداث المهمة. كل ما عليك فعله هو تذكر كلمة "MEDIC!".

M تعني المعنى

اربط ما تريد تذكره بشيء مهم.

"يمكنك تذكر المعلومات مثل الأسماء إذا ربطها بمعلومات ذات معنى بالنسبة لك"، على سبيل المثال، إذا كنت من محبي الأساطير اليونانية، يمكنك ربط اسم رانجاناث الأول، شاران، بشارون، العبّار في العالم السفلي الذي ينقل أرواح الموتى عبر نهر ستكس مقابل سعر.

وقال: "تخيلني أساعد الناس على عبور نهر الموتى".

E تعني الخطأ

اختبر نفسك. حتى إذا ارتكبت خطأ، قال رانجاناث، إن التجربة والخطأ واحدة من أفضل الطرق لتذكر شيء ما. "إذا كنت تتعلم اسمًا جديدًا أو كلمة بلغة أجنبية، حاول أن تخمن ما قد يكون الاسم أو أن تخمن معنى الكلمة". 

عندما تتعلم الإجابة، يمكن للدماغ "تعديل تلك الذاكرة للتأكد من أنها مرتبطة بشكل أقرب للإجابة الصحيحة وأقل احتمالًا للارتباط بالإجابات المنافسة". 

D تعني التميز

اجعلها تبرز. وشرح رانجاث الأمر كالتالي: "تمامًا كما يسهل العثور على ملاحظة لاصقة باللون الوردي الفاقع على مكتب مليء بالملاحظات الصفراء، يصبح من الأسهل العثور على الذكريات التي تحتوي على خصائص تميزها عن باقي الذكريات".

على سبيل المثال، "عندما تضع مفاتيحك، اربط مكانها بلحظة أو تفصيل مثل الصوت أو إشارة بصرية فريدة". سيساعدك ذلك كثيرًا على تذكر مكان وضعها، كما قال، فيما كنت تحاول الخروج بسرعة من الباب.

I  تعني الأهمية

استفد من حقيقة أن الدماغ قد تكيف لتمييز اللحظات الهامة: "نحتفظ بذكريات الأحداث المهمة، من الناحية البيولوجية". وتابع: "عندما نمر بتجارب مكافئة أو مرعبة أو محرجة، يتم إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين والنورأدرينالين أو السيروتونين، الأمر الذي يعزّز اللدونة العصبية". وتساعد هذه الناقلات العصبية على تثبيت التجربة في الذاكرة بشكل أكبر.

يمكن أيضًا أن يلعب الفضول دورًا. فـ"ذكرياتنا للأحداث، أو الذكريات الحدثية، مرتبطة بالمكان والزمان الذي حدثت فيه"، وفق رانجاناث، "لهذا السبب، فإن سماع أغنية كانت تعزف خلال العطلة الصيفية في الخارج، بالكلية، أو شم الطعام الذي كانت جدتك تعده يمكن أن يعيدك فورًا إلى الماضي". 

وأضاف: "لقد وجدنا أن الفضول له تأثير مماثل على الذاكرة"، مشيرًا إلى أن الفضول ينشط "المناطق التي تحمل الدوبامين في الدماغ"، ويعزّز التعلّم. لذا، قبل أن تتعلم، كن فضوليًا حول الموضوع".

C تعني السياق

استخدم حواسك للقيام ببعض السفر عبر الزمن فـ"ذكرياتنا للأحداث مرتبطة بالمكان والزمان حيث جرى الحدث," وفق رانجاناث، "لهذا السبب، فإن سماع أغنية كانت تعزف في مكان ما، أو شم الطعام الذي كانت جدتك تحضّره يمكن أن يعيدك فورًا إلى الماضي".

ولفت إلى أنه "إذا كنت تحاول استرجاع حدث ماضٍ، تخيل نفسك في ذلك المكان والزمان، كيف كنت ستشعر، وبماذا كنت ستفكر، المناظر والأصوات في ذلك المكان، وستجد نفسك تسترجع الكثير". 

شارك الخبر: