• الساعة الآن 01:01 AM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

كيف حولت أنصار الله مناطق سيطرتها إلى سوق مفتوح للأدوية الإيرانية؟

news-details

 

النقار - خاص

تحوّلت مناطق سيطرة جماعة أنصار الله إلى سوق رائج للأدوية الإيرانية، بعد أن صار دخولها يتم بشكل رسمي عبر مطار صنعاء وميناء الحديدة منذ إعادة تشغيلهما منتصف 2022، بعد أن كانت الأدوية تُهرّب بطرق غير نظامية عبر منافذ بحرية وبرية.

مصادر جمركية وصحية تحدثت لـ”النقّار” كشفت أن الأدوية الإيرانية كانت تدخل سابقًا عبر منفذ شحن مع سلطنة عمان، بعد تغيير أغلفتها، وأخرى عبر مرسى رأس العارة بمحافظة لحج. ومع فتح المنافذ، بدأت تدخل بشحنات معلنة، تُصنّف بأنها مخصصة لـ”جرحى الجبهات”، وفق توجيهات تصدر من هيئة الأدوية في صنعاء.

وأكّد ثلاثة مصادر طبية، اثنان منهم في هيئة الأدوية والثالث في وزارة الصحة، أن الجماعة نفذت مسحًا شاملًا لسوق الدواء أواخر 2016، أعقبه تقييد عمل الشركات المستوردة المستقلة، وفتح المجال لوكالات استيراد جديدة موالية لها. وأشارت التقديرات إلى أن نسبة الأدوية الإيرانية في السوق تجاوزت 35 – 40٪ من إجمالي الأصناف المستوردة.

أحد المصادر أوضح أن تفشي وباء كورونا في 2020 استُخدم كفرصة لإحلال الأدوية الإيرانية محل الأدوية المعروفة، عبر مصانع محلية أصبحت تحت سيطرة الحارس القضائي المعيّن من الجماعة.

منذ أواخر 2022، بدأت أصناف إيرانية تُباع بأسمائها الحقيقية في الصيدليات بصنعاء وإب وذمار، منها مضادات حيوية وأدوية نفسية وعصبية، مثل سيفاليكسين، لورازيبام، وديازيبام، تُسوّق عبر شركات مرتبطة بالجماعة.

مصدر في وزارة الصناعة بصنعاء قال لـ”النقّار” إن نحو 12 شركة ووكالة استيراد أنشأها تجار مقربون من الجماعة بين عامي 2020 و2022. وتحتكر ثلاث شركات كبرى أغلب الاستيراد: “روناك” (يملكها محمد الشاعر، قريب الحارس القضائي السابق)، “النجم الأخضر” المرتبطة بعائلة الوزير، و”تراضي” التابعة لمجموعة الحمزي.

وأكد طبيب استشاري في مستشفى حكومي بصنعاء أن الأدوية الإيرانية المتوفرة حاليًا “ضعيفة الفعالية”، خصوصًا مع الأمراض المزمنة والوبائية، ما أدى إلى تدهور الثقة في النظام الطبي.

مصادر مطلعة على حركة الشحن الدوائي كشفت عن ضعف شروط التخزين، خاصة عبر البحر، ما يؤدي إلى تلف الشحنات رغم ضبطها، إلا أن الهيئة تقوم بالإفراج عنها لاحقًا.

ويخوض كبار المستوردين معركة نفوذ داخل هيئة الأدوية، بعد أن بدأ رئيسها علي عباس شرف الدين بدعم شركات محددة مثل “ماجنيكو” و”الفارس”، ومنحهما تسهيلات وامتيازات، بينها اتفاقية مع مؤسسة أردنية تم إلغاؤها لاحقًا، هدفها تعزيز قدرات تصنيع محلي تعتمد على المواد الخام الإيرانية.

في المجمل، بات سوق الدواء في مناطق سيطرة أنصار الله أحد أهم مصادر التمويل والنفوذ، يُدار بتحالفات تجارية وعقائدية، على حساب صحة اليمنيين.

شارك الخبر: