• الساعة الآن 08:42 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

القبح المزمن لجماعة أصبحت سلطة

news-details

خاص- النقار

يخرج المواطن منهكا بعد عيد ثقيل لم تكن فرحته سوى طيف مر وبقيت حسرته وتبعاته، لتتلقى سلطة صنعاء ذلك المواطن بصلفها المعتاد غير عابئة به ولا آسفة على شيء من الحالة التي أوصلته إليها.  إنها فقط تنتظر متى ينتهي ذلك الأسبوع العيدي الذي منحته إياه كرما منها حتى تكون قد حشدته مجددا إلى الساحات والمناسبات. ولم يكد يأتي الخميس حتى أطل زعيم الجماعة بخطاب يدعو فيه شعبه العزيز ‏"بدعوة الله ودعوة المسجد الأقصى إلى الخروج المليوني يوم الغد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات". 
هذا هو كل ما يعني الجماعة وزعيمها وسلطتها الحاكمة من "شعبهم العزيز"، و"العزيز" صفة لا محل لها إلا في ميدان السبعين، أما أن يأتي الخطاب على ذكر شيء من معاناته أو مطالبه أو أوضاعه التي بلغت حد لم تعد تحتمله حتى اللغة نفسها، فأمر لا علاقة لزعيم الجماعة به. خطاباته تتعلق فقط بالقضايا الكبرى كإيران وفلسطين وما شابه. 
وفي شوارع صنعاء، ومع ريح حزيران الظهيرية اللاهبة وما تثيره في الجو من غبار خانق مصحوب بكل أنواع القراطيس والأتربة، ترتسم صورة أكثر هزءا ومرارة. اللافتات تتعلق في كل مكان، استعدادا ليوم الولاية. حتى كأنه لم يعد للجماعة ولا لسلطتها من عمل سوى تعليق اللافتات في الشوارع والساحات، والتوجه بعد ذلك إلى مواقع التواصل الاجتماعي لسكب ما استطاعت جمعه عن يوم الغدير، مستشهدة بكل شيء لتقول للناس بأنه يومها هي. 
ولا شيء بعد ذلك سوى أن المناسبة تكون قد تحولت إلى ساحة جديدة لاستفراغ كل قيمة دينية وإخراجها عن مضمونها الحقيقي إلى سياق استهلاكي يعبر بالضرورة عن قبح مزمن هو العنوان الوحيد لجماعة أصبحت سلطة.

شارك الخبر: