• الساعة الآن 09:08 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

دراسة: تقليل السعرات الحرارية قد يُفاقم من أعراض الاكتئاب

news-details

 كشفت دراسة نُشرت في مجلة BMJ للتغذية والوقاية والصحة، أنّ تقليل السعرات الحرارية بشكل مفرط قد يرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب.

نظرت الدراسة في بيانات أكثر من 28,000 بالغ في إطار المسح الوطني للصحة والتغذية (NHANES)، الذي قام باستطلاع المشاركين حول جودة نظامهم الغذائي وأعراض الاكتئاب التي يعانون منها.

أظهرت البيانات أن الأشخاص الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض السعرات الحرارية، لا سيّما أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم يُعتبر ضمن فئة الوزن الزائد، كانوا أكثر عرضة لدرجات اكتئاب أعلى.

كان لجودة النظام الغذائي دورٌ مهمٌّ أيضًا. فقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين أفادوا باتباع نظام غذائي غني بالأطعمة فائقة المعالجة، والكربوهيدرات المكررة، والدهون المشبعة، واللحوم المصنعة، والحلويات، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمستويات أعلى من الاكتئاب، بينما كان أولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا متوسطيًا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.

ذكر الدكتور فينكات بهات، المؤلف الرئيسي للدراسة والطبيب النفسي والباحث الإكلينيكي، ومدير برنامج الطب النفسي التدخلي في مستشفى سانت مايكل وجامعة تورنتو أن "النتائج تُظهر ضرورة توخي الحذر عند اتباع أنظمة غذائية مقيّدة جدًا أو غير متوازنة، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ضغوط أو تحديات مرتبطة بالوزن". 

عوض ذلك، اقترح بهات ضرورة "الاعتماد على تغييرات غذائية متوازنة ومستدامة تُلبّي الاحتياجات الغذائية، وتراعي الآثار النفسية الفردية، ما قد يساعد على تقليل التأثيرات السلبية المحتملة على الحالة المزاجية". 

نتيجة تختلف عن الدراسات السابقة

أشار بهات إلى أنّ هناك بعض القيود التي يجب أخذها بالاعتبار عند النظر إلى هذه النتائج. مثل أنّ تصميم هذه الدراسة يُظهر ارتباطًا فقط بين تقليل السعرات وزيادة أعراض الاكتئاب، لكنه لا يُثبت بشكل قاطع أن تقييد السعرات يشكّل السبب المباشر في تفاقم الاكتئاب.

كما أوضحت الدكتورة كاري وودروف، أستاذة مشاركة (محاضِرة) ومديرة برنامج الماجستير المنسق بقسم التغذية والفيزيولوجيا المتكاملة في جامعة يوتا، غير المشاركة في الدراسة، أنّ البحث اعتمد على استبيانات لتحديد نمط النظام الغذائي، الأمر الذي يترك مجالاً لحدوث أخطاء في التقدير أو التبليغ.

وقال بهات إنّ الدراسة تتميّز بحجمها الكبير، وقدرتها على التحكم في عوامل أخرى قد تؤثر على الروابط التي تم العثور عليها، لكن نتائجها تتعارض مع تلك التي توصّلت إليها دراسات سابقة تناولت موضوع تقييد السعرات الحرارية والاكتئاب. 

من جهتها، أوضحت الدكتورة جوانا كيلر، الباحثة بعد الدكتوراه بكلية كينغز في لندن، وغير المشاركة في الدراسة، أن دراسات أخرى وجدت أن الأنظمة الغذائية المقيّدة بالسعرات الحرارية تُساهم في تقليل أعراض الاكتئاب.

وأشارت كيلر إلى أن أحد الفروقات المهمة تُظهر أنّ الأبحاث السابقة، ضمنًا دراسة نُشرت في عام 2023، شاركت في تأليفها، تناولت أنظمة غذائية مقيّدة تحت إشراف طبي متخصص.

وتابعت: "لذلك، قد تعكس هذه النتائج أن اتباع حمية من دون إشراف طبي، قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية، ليس مفيدًا لأعراض الاكتئاب".

من جانبه، أشار بهات إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث والتجارب العشوائية المحكمة لفهم الأثر الكامل للنظام الغذائي على الصحة النفسية.

متى يمكن أن يؤثر التقييد الغذائي على الاكتئاب؟

هناك أسباب عديدة قد تفسر لماذا ارتبط تقييد السعرات الحرارية، كما هو موضح في الدراسة الأخيرة، بتأثير سلبي على الصحة النفسية.

وجدت دراسات سابقة، ضمنًا دراسة كيلر، أن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات التي تؤدي إلى فقدان الوزن لدى الأشخاص المصنّفين على أنهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، كانت مرتبطة بانخفاض في أعراض الاكتئاب.

أوضحت كيلر ذلك بقولها إن هذا التحسن قد يكون ناتجًا عن تغيرات فسيولوجية، وتحسّن في القدرة البدنية على الحركة، أو تلقي ردود فعل اجتماعية إيجابية نتيجة فقدان الوزن.

لكنها أضافت في حديثها مع CNN، أنّ "اتباع نظام غذائي منخفض السعرات من دون تحقيق فقدان وزن فعلي، أو التعرض لما يُعرف بـ’تذبذب الوزن‘، قد لا يؤدي إلى تحسن في أعراض الاكتئاب، بل قد يكون محبطًا ومثبطًا، ما يُفاقم الحالة النفسية". 

ولفتت إلى أنّ الحرمان المفرط من السعرات أو نقص العناصر الغذائية في النظام الغذائي قد يُسبب اضطرابات في العمليات الجسدية مثل التعب، مشاكل النوم، وصعوبة التركيز، وكلّها عوامل قد تسهم في تدهور الحالة المزاجية.

إيجاد التوازن

تختلف استجابة الأشخاص للأنظمة الغذائية من فرد لآخر، بحسب ما ذكره بهات، وتؤكد نتائج الدراسة الحاجة إلى توصيات غذائية شخصية تأخذ بالاعتبار العوامل النفسية بالتوازي مع الصحة الجسدية.

أما اختصاصية التغذية ناتالي موكاري، من مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا الأمريكية، فرأت أنّ التركيز المفرط على تقييد السعرات الحرارية قد لا يكون الخيار الأكثر استدامة، حتى لو كان الهدف فقدان الوزن. عوض ذلك، توصي بإجراء تغييرات صغيرة باتجاه أسلوب حياة أكثر توازنًا.

من أين تبدأ؟

يجب البدء وفقًا لموكاري بالنظر في مكونات وجبتك اليومية: فهل تحتوي وجبتك على بروتين، وكربوهيدرات، ودهون صحية، وألياف ومغذيات من الخضار أو الفاكهة؟

نصحت موكاري بالتركيز أولًا على إضافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ثم بعد ذلك مراقبة ما إذا كانت هناك مكونات لم تعد ضرورية. ذلك أنه في حال تناولت طعامك من جميع المجموعات الغذائية ببطء، ستشعر بالشبع أكثر، ولن تحتاج إلى وجبة إضافية أو حلويات بعد الأكل.

شارك الخبر: