• الساعة الآن 03:41 PM
  • 25℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أسعد مدن العالم لعام 2025

news-details

ما الذي يجعلك سعيداً؟

الأصدقاء أم العائلة أم الشعور بالانتماء للمجتمع؟ كلها عوامل تساهم في شعورك بالسعادة، إلا أن البيئة التي تعيش فيها لها أيضاً تأثير كبيرعلى رفاهيتك.

ما العوامل التي تحدد ما إذا كانت مدينة ما "سعيدة" أم لا؟

أصدر باحثون في معهد كواليتي أوف لايف (جودة الحياة) مؤشراً لأكثر المدن سعادة لعام 2025، متتبعين 82 عاملاً للسعادة، استهدفوا عبره ست فئات رئيسية: المواطنون والحوكمة والبيئة والاقتصاد والصحة ووسائل النقل.

وقاس المؤشر السياسات التي تساهم في جودة الحياة ومدى تطبيق تلك السياسيات، فضلاً عن تأثيرها على السكان.

نبّه المؤشر إلى أنه لا يمكن اعتبار مدينة معينة "الأكثر سعادةً" وإنما سُميت مجموعة مكونة من 31 مدينة ضمن قائمة "المدن الذهبية"، مما يدل على تحقيقها نتائج قوية في المعايير التي استخدمها الباحثون.

ولمعرفة أنواع السياسات والخصائص التي على أساسها يتم تصنيف المدينة بأنها "مدينة سعيدة" ، تحدثنا إلى سكان المدن الخمس الأعلى في ترتيب مؤشر السعادة حول العالم.

كوبنهاغن - الدنمارك

تُصنّف الدنمارك باستمرار ضمن مؤشر الدول الأكثر سعادة، ولذا ربما لا يكون الأمر مفاجئاً حين تحصل عاصمتها كوبنهاغن على أعلى تقييم، من حيث مؤشر السعادة.

وحققت كوبنهاغن نتائج ممتازة في فئة البيئة، التي قيمت مساحاتها الخضراء واستدامة مواردها، وقدرتها على إدارة النفايات، الذي يأخذ في الاعتبار عوامل مثل إجمالي الناتج المحلي ومتوسط الرواتب ومنظومة الابتكار الشامل وحضور الشركات الدولية.

كما احتلت المدينة مرتبة متقدمة في فئة المواطنين، التي تشمل الموارد الثقافية كالمكتبات والمتاحف، بالإضافة إلى تفاعل السكان مع الأنشطة المحلية.

وبالنسبة لماري آن دورا، المقيمة في العاصمة الدنماركية، فإن الطعام اللذيذ وأجواء المدينة التي تعج بالحياة يجعلانها تحب المكان الذي تعيش فيه.

وتقول ماري آن: "تنظم المدينة دائماً فعاليات مجانية، مثل مهرجان كوبنهاغن للأضواء أو المكتبة الإنسانية أو مهرجان كوبنهاغن للطبخ أو حفلات ديستورشن ستريت(حفلات موسيقية تُقام في شوارع كوبنهاغن)، وأنا أُقدّر الجهد الذي تبذله المدينة في تنظيم فعاليات مميزة لسكانها".

"هناك دائماً ما يمكن فعله ويمكنك تجربة شيء جديد، هذا ما جعلني أختار العيش في كوبنهاجن بدلاً من ستوكهولم".

كما يقدر السكان تركيز كوبنهاغن على استخدام وسائل نقل بديلة وآمنة. ويقول آرون ويرثيمر، أحد السكان: "يستخدم ما يقرب من ثلث السكان أو أكثر الدراجات الهوائية، وتوفر المدينة مسار خاص للدراجات، يستخدمه كثيرون للتنقل من وإلى المدينة. كما أن نظام المترو يعمل بكفاءة عالية"

وينصح ويرثيمر الزوار باستئجار دراجة هوائية وركوبها فوق جسر هانز كريستيان أندرسن، قائلاً: "يمكنكم رؤية المدينة بأكملها وقنواتها المائية وطرازها المعماري الجميل، لذا سيزداد تقديركم لطابع المدينة الجمالي وأجوائها العامة".

وتوصي ماري آن دورا بركوب الحافلة المائية ومشاهدة المدينة من زاوية مختلفة. وتقول: "استمتعوا بالأجواء وشاحنات الطعام المتنوع الكبيرة في ريفين (أكبر سوق لبيع أطعمة الشوارع في شمال أوروبا)"، وتضيف: "بالنسبة لي، لا شيء يُضاهي كوبنهاغن في ريفين".

زيورخ - سويسرا

احتلت أكبر مدينة في سويسرا المرتبة الثانية في مؤشر المدن الأسعد في العالم، وحصلت على تقييمات عالية خاصة في فئة المواطنين وكذلك فئة الحوكمة، التي تقيس مشاركة المواطنين في السياسات الحكومية والوصول إلى الخدمات الرقمية من أجل تحسين حياة السكان.

ويقول البعض إن سهولة العيش في المدينة، يُكسب الإنسان شعوراً بعدم التوتر.

إذ تقول راكيل ماتوس غونسالفيس، إحدى قاطنات المدينة، والتي تساعد السكان على الانتقال إلى سويسرا من خلال شركتها "إكسبات يو": "بصفتي أماً لطفلين، تُعد زيورخ المكان الأمثل لتكوين عائلة".

"هناك دائماً حلول لصعوبات الحياة اليومية، فمثلاً من حيث الأمان، المدينة آمنة جداً، فيمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة بمفردهم في مرحلة رياض الأطفال. كما أن المواصلات العامة تصل في مواعيدها دائماً، وزيورخ مدينة نظيفة ومنظمة جداً".

كما تضيف راكيل ماتوس غونسالفيس، قائلة : "هذه التسهيلات تجعل من مهام الحياة اليومية تمر بسلاسة ما يعني التقليل من الضغوط التي قد نتعرض لها".

وتتبع المدينة أيضاً قواعد وإرشادات واضحة، ما يعني التزام الجميع بالقوانين والقواعد، ويحافظون على نظافة ونظام البنى التحتية كالشوارع ووسائل النقل العامة. كما يُقدر السكان مياه الشرب المجانية التي تُقدمها أكثر من ألف نافورة عامة في المدينة.

السيدة غيوت من سكان المدينة، توصي الزوار بالذهاب إلى كونستهاوس زيورخ، أكبر متحف فني في سويسرا، على الرغم من أن المدينة تضم أكثر من 50 متحفاً آخر. كما يذهب الجميع، وفي الأيام المشمشة، إلى ما يعرف بال"باديس" أو المسابح العامة بجوار البحيرة.

وتقول غيوت: "مسبحي المفضل هو فراونباد شتات هاوسكواي، وهو مسبح عام مخصص للنساء فقط".

سنغافورة

غالبًا ما تحتل مدينة سنغافورة، عاصمة دولة سنغافورة مرتبة متقدمة في مؤشرات مختلفة، خاصة باعتبارها واحدة من أسعد الدول في آسيا بسب سهولة ممارسة الأعمال الحرة والنظافة والبنية التحتية. وقد حققت سنغافورة في مؤشر أسعد مدينة لعام 2025 أداءً متميزاً في مقياس الصحة الذي تم إنشاؤه حديثاً، والذي يتتبع السلامة بشكل عام، ومبادرات الصحة العامة، مثل التطعيمات، والحماية المالية لنفقات الرعاية الصحية.

كما احتلت سنغافورة كذلك مرتبة متقدمة في مجال الحوكمة، وهو مقياس يحدد من خلاله السكان معاصرتهم لسياساتٍ تُخفف عبء تكلفة المعيشة الذي عانت منه مدن أخرى حول العالم.

ويقول هوي بون يار، أحد السكان: "في حين أصبحت تكاليف المعيشة في سنغافورة مرتفعة، إلا أن برنامج الإسكان العام الجيد والمبكر، ساعد العديد من سكان سنغافورة على امتلاك منزلهم الخاص، بل حتى أصولاً مالية يُمكن صرفها نقداً في حالات التقاعد أو الطوارئ".

ويضيف: "لقد كان حجم الجزيرة الصغير وجيرانها قوةً دافعةً لضمان إبقاء المدينة قادرةً على المنافسة، وفي الوقت ذاته، صديقةً للدول الأخرى".

ويقدر أيضاً سكان سنغافورة، الدور الذي تلعبة البنية التحتية للمدينة في تسهيل الاستمتاع بالحياة.

ويقول صامويل هوانغ، وهو مالك إحدى الشركات في البلاد "بجانب الحياة المُريحة، تبرز سياسات سنغافورة المتعلقة بالمساحات الخضراء والسلامة والتعددية الثقافية. إذ يُمكنك عرض خدماتك لعميل أجنبي وأنت جالس وسط المدينة ثم الاستمتاع بأكل طبق ساتاي (أكلة تتكون عادة من قطع من اللحم المشوي) على ضفاف النهر. كل ذلك، يمكنك فعله خلال يوم واحد".

بالنسبة للأشخاص الذين يزورون المدينة لأول مرة، يُنصح بالقيام بجولة سيراً على الأقدام عبر حي تيونغ باهرو العصري، "حيث يجتمع كل من التاريخ والطعام وتصميمات المباني مع الحياة الشعبية في مشهد قد يكون الأكثر سحراً على الإطلاق"، كما يقول هوانغ.

آرهوس - الدنمارك

تعد آرهوس ثاني أكبر مدينة في الدنمارك وتُلقب بـ"أصغر مدينة كبيرة في العالم"، ما يساعد سكانها على الاستمرار في الشعور بالسعادة، حيث تجمع المدينة بين المرافق الحضرية وشعور القرية الصغيرة. احتلت المدينة مراتب جيدة في جميع المؤشرات، وخاصةً تلك التي تتعلق بالمواطن والبيئة والصحة، وهي عوامل يقول السكان إنهم شعروا بها من خلال سهولة الحياة هنا.

وقالت كارلا نينا بورنيلوس، إحدى ساكنات المدينة: "الفرح ينساب بسلاسة في حياتنا اليومية - ليس بسبب الترف، بل بسبب الخطط المدروسة، أتذكر ركوب دراجتي ذاهبة إلى حفل عشاء جماعي أقيم داخل حديقة، على سطح مبنى يطل على الميناء، فأدركت حينها مدى سهولة الوصول إلى السعادة عندما تدعم المدينة الرفاهية بصدق".

وتشير كارلا إلى مسارات الدراجات، والمساحات الخضراء، والفعاليات العامة المجانية التي تعزز روح الانتماء المجتمعي.

كما تفتخر المدينة بمبادرات الاستدامة، مثل التدفئة المركزية وبرامج تحويل النفايات إلى طاقة، في حين أن الرعاية الصحية والتعليم متاحان للجميع بجودة عالية.

وتضيف كارلا، قائلة: "الأمر لا يقتصرعلى البنية التحتية فحسب، بل يتعلق بشعور الناس بالثقة المتبادلة وبالثقة في مؤسساتهم".

وتضم المدينة جامعات متعددة، كما أنها تعج بأجواء حيوية، تبرز خاصة بعد فصل شتاء الدنمارك الطويل.

ويقول ماتياس ستين، أحد سكان المدينة: "مع حلول فصلي الربيع والصيف، يخرج الجميع من بياتهم الشتوي مستعدين لقضاء وقت ممتع في الحدائق أو السباحة أو من خلال احتساء البيرة على ضفاف القناة".

ويضيف: "يسود المدينة جو دافئ وشعور مريح، فالناس في كل مكان، والمدينة تنبض بالحياة".

ولتكوين فكرة عن المدينة، تنصح كارلا نينا بورنيلوس الزوار بالتنزه على طول ما يعرف بإنفينيتي بريدج عند شروق الشمس.

وتوضح كارلا، قائلة: "إنه جسر دائري يمتد داخل البحر يرمز إلى الأسلوب الدنماركي في مزج الطبيعة بالفن والتخطيط الحضري المدروس".

وأضافت: "هذه اللحظة الفريدة تجسد معنى أن تعيش هنا، أن تكون متوازناً وجميلاً وتتميز بحس إنساني عميق".

أنتويرب - بلجيكا

تفوقت أنتويرب على شقيقتها الكبرى، مدينة بروكسل، بفارق ضئيل في مؤشر المدن السعيدة، محتلة مراتب أعلى فيما يتعلق بفئات المواطنين والحكومة والبيئة.

ويشيد السكان بوسائل النقل العام الآمنة، وكذلك إمكانية ركوب الدراجات الآمنة ذات الحجم الصغير التي يسهل قيادتها، مما يجعل التنقل في داخلها سريعاً وسهلاً.

وتقول غريس كارتر، إحدى ساكنات المدينة: "انتقلتُ إلى أنتويرب في أواخر العشرينيات من عمري، متوقعة أن تكون مدينة ساحرة بفضل طعامها الشهي وطرازها المعماري الجميل، فقررتُ البقاء فيها لأنها قابلة للعيش"

وأضافت: "يوجد هنا هدوء وطاقة إيجابية، تبدأ الشعور بهما يوماً بعد يوم"

وتشير أيضاً غريس كارتر إلى أن المدينة تستثمر في سياسات تقدمية، مثل تقديم دعم للأسر العاملة والإسكان الاجتماعي والاستدامة، مما يجعل الحياة أسهل وأكثر استمتاعاً.

كما تضيف كارتر: "ما أدهشني حقاً هو مدى جدية أنتويرب في الاهتمام بمساحاتها الخضراء وحياتها الثقافية، فمن الحدائق التي تقع بجانب النهر إلى المتاحف الكبرى، إنها مكان يخصص الناس بالفعل فيه وقتاً حقيقياً للاستمتاع بالحياة، وليس للعمل فحسب".

ولرؤية مدينة أنتويرب على نحو أفصل، تنصح غريس كارتر بتجنب زيارة متحف المدينة الذي زاره كثيرون وذلك من أجل زيارة سوق السبت في ساحة المسرح.

وتستطرد في حديثها، قائلة: "أشربوا قهوة واستمعوا إلى أحاديث أهل المدينة وانغمسوا في أجواء الاسترخاء والهدوء والثقة، التي تجعل مدينة أنتويرب تشعركم وكأنكم في منزلكم".

شارك الخبر: