صالح هبرة
لا تبالغوا يا (أنصار الله) في إذلال الشعب الذي احتضنكم، وقدم أغلى ما لديه معكم، ولا تتلذذوا بمعاناته!
تسع سنواتٍ تجرّع فيها الموت الزؤام، على أمل أن لديكم الحل وأنكم من سيقدر مواقفه وتضحياته الجِسام.
ومع ذلك فحربكم لا أفق لها ولن تتوقف في عشرات السنين؛ لأنها وإن وقفت مع الخارج فستتحول مع الداخل، والشعب من يدفع ثمنها من حياته ولقمة عيشه.
ولهذا أنتم أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما أن تستمروا في السلطة مقابل أن توفروا للشعب العيش الكريم من المرتبات والصحة والتعليم وإصلاح القضاء ومحاربة الفساد، وبدلا من الانشغال بالتجارة افسحوا المجال للتجار وتفرغوا لرعاية الشعب.
وكما صنعتم مبررات الحرب لتستولوا على مقدرات الشعب، عليكم أن تصنعوا مبررات السلام وتتصالحوا مع العالم من حولكم ومع الداخل لتحافظوا على ما تبقى من رمق في حياة شعبكم.
وإما أن تقبلوا بتشكيل حكومة حقيقية تكونون فيها مكونا مشاركا كبقية مكونات الشعب، كما عمل (حز.. ب الله)، وتكونون في منأى عن التفرد بسياسية البلد وتحمل مسؤولية الشعب، وبعد ذلك أنتم أحرار في شعاراتكم وقناعاتكم الفكرية، وفي من تعادون ومن تسالمون، وأنا أعدكم أن هذه الحكومة ستعقد اتفاقات مع محيطها وتعيد فتح المطارات، وتوفر للشعب حياة كريمة على كل المستويات، وتكون هي المسؤولة أمام الشعب.
أما أن تحكموا الشعب بالحديد والنار، وتقرروا مصيره، وتفرضوا عليه أشياء لا يؤمن بها، وترغموه على أن يعادي العالم ويموت جوعًا ومرضًا فهذا والله لإحدى الكبر، وستكون نتائجه وخيمة عليكم، فإذا فقد الشعب صوابه وانفجر المارد فستصبحون نكبة التاريخ علينا وعلى أجيالنا. واحذروا كما قال أحد المؤرخين القدامى صولة اليمنيين فإن لليمن صولة كصولة الأسود.