أخبار اليمن

خاص - النقار 
يستنكر المكتب السياسي لجماعة أنصار الله ما يحدث من جرائم للكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، مثل حملة الاعتقالات والمداهمات المستمرة لمخيم ‎جنين في ‎الضفة الغربية، وعمليات تجريف وإحراق المنازل، وغيرها.
سلسلة من الجرائم والانتهاكات سردها بيان المكتب السياسي، داعيًا “المجتمع الدولي والهيئات الأممية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها”.

أمر جيد، خصوصًا أنها جرائم وانتهاكات لكون العدو الصهيوني هو الذي يقوم بها. أما حين تمارس أمثالها ضد اليمنيين فلا تعود جرائم ولا انتهاكات. ولا حاجة للقول هنا إن ممارسات الصهاينة التي يدينها بيان المكتب السياسي لأنصار الله هي بالضبط نفس الممارسات التي تقوم بها السلطة بممارستها تجاه اليمنيين من قمع واعتقال وتجويع، المسألة فقط مسألة مقارنة بين ظرف وظرف، وإلا فالعمل واحد.

يقال إن من يتحدث كثيرًا عن الأخلاق والقيم وهو ينظر إلى الآخرين لا يريد أن يقول إنه يشعر بحالة من الانفصام. ويبدو أن مثل هكذا بيان مجلس سياسي لجماعة حاكمة هو حالة انفصام صارخة، خصوصًا وهو يدعو المجتمع الدولي والهيئات الأممية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها إزاء ما يحدث، بينما هي الهيئات ذاتها التي يدينها على الدوام ويقوم بالتضييق عليها واعتقال موظفيها والزج بهم في السجون، وعدم السماح لأحد بما فيها تلك الهيئات بالتحدث عما يحدث من انتهاكات.

من باب أولى أيها المجلس السياسي أن تدعو سلطتك الحاكمة إلى إطلاق سراح الموظفين الأمميين المعتقلين في سجونها، حتى يتسنى لك أن تدعو بعد ذلك المنظمات والهيئات الأممية المعنية بحقوق الإنسان، وحثها على تحمل مسؤولياتها إزاء ما يحدث في فلسطين من جرائم وانتهاكات على يد العدو الصهيوني. أما أن تدعوها، في بيان أخلاقي وإنساني حافل كهذا، في الوقت الذي سلطتك تمارس الأمر نفسه في الداخل اليمني ومع مواطنيها وأبناء جلدتها، فأنت فقط تريد منها أن تكون أكثر انفصامًا منك. أليس ذلك منطقيًا؟ لا يبدو أنه كذلك.