• الساعة الآن 12:52 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

لماذا زجّ ترامب بالصومال في حديثه عن أنصار الله؟

news-details

أصدر الرئيس الأمريكي تحذيراً جديداً "صارماً" لجماعة أنصار الله في اليمن، وفق وصف وسائل الإعلام الأمريكية، وذلك بعدما كتب منشوراً عبر موقع تروث سوشال مساء الأحد، قال فيه "سندعم الشعب الصومالي، الذي يجب ألا يسمح للحوثيين بالتغلغل بينهم، وهو ما يحاول الحوثيون فعله، سنعمل للقضاء على الإرهاب وتحقيق الرخاء لبلادهم (للصومال)".

وأرفق ترامب مقطع فيديو لضربة جوية أمريكية على مجموعة من الأشخاص على الأرض، دون أن يوضح موقع الضربة ومن المستهدف منها، لكن موقع فوكس نيوز الأمريكي قال إن مقطع الفيديو يعود لضربات أمريكية سابقة على جماعة أنصار الله.

جاء تحذير ترامب بعد ساعات من إعلان جماعة أنصار الله مقتل ستة أشخاص وإصابة 26 آخرين في ضربات نُسبت إلى الولايات المتحدة على مدينة صنعاء اليمنية.

واستهدفت الضربة مصنعَ السواري في أحد أحياء العاصمة اليمنية، وفق ما صرح به أحد المسؤولين في جماعة أنصار الله، والذي أوضح أن فرق الدفاع المدني والإسعاف لا تزال تعمل "بكل جهد للبحث عن الضحايا"، وأن حصيلة الأعداد المعلنة ليست نهائية، نظراً لوجود العديد من الإصابات بحالة حرجة.

وبحسب وسائل إعلامية يمنية تابعة "لأنصار الله"، فإن القوات الأمريكية شنت 10 غارات استهدفت محافظات صعدة والبيضاء والحديدة الساحلية.

وأعلنت واشنطن في 15 مارس/آذار عملية عسكرية ضد أنصار الله من أجل وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، التي تقول عنها الجماعة إنها تأتي دعماً للفلسطينيين خلال الحرب الدائرة في غزة.

بدا حديث ترامب مساء الأحد بالتزامن مع الغارات الأمريكية على اليمن لافتاً، حول العلاقة التي تربط الصومال بما يجري في اليمن، وما السبب من تلك الدعوة الموجهة للصوماليين بالحذر من الحوثيين؟

ما علاقة الصومال؟

تقع الصومال على الجانب الآخر من خليج عدن قبالة اليمن، ما يجعل البلاد تحظى بموقع هام للولايات المتحدة التي صعّدت إدارتها الحملة عسكرية ضد جماعة الحوثي. نقلت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير قبل أيام قليلة عن قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا قوله "إن الجيش يرصد مؤشرات على تواطؤ بين حركة الشباب الصومالية وجماعة أنصار الله"، وفق شهادة أدلى بها أمام الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي.

تأتي تلك الشهادة متطابقة مع ما نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية في تقرير خاص عام 2024، من أن المخابرات الأمريكية علمت بوجود مناقشات بين جماعة أنصار الله وحركة الشباب الصومالية، من أجل توفير أسلحة لهم، ما وصفه ثلاثة مسؤولين أمريكيين للشبكة بأنه تطور مثير للقلق ويهدد الاستقرار في المنطقة.

قالت سي إن إن حينها، إن المعلومات الاستخبارية تثير القلق لأن "زواج المصلحة هذا قد يجعل الأمور أسوأ في كل من الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن" حيث تشن أنصار الله هجماتها على سفن وأصول أمريكية في المنطقة، منذ بدء حرب غزة، وفق ما نقلت الشبكة.

ولم يصدر عن جماعة أنصار الله أي مواقف أو بيانات بخصوص حركة الشباب الصومالية، الجماعة الإسلامية المتشددة من ضمن الجماعات المسلحة التي تقاتل في الصومال، ويعتقد أن لها علاقة بتنظيم القاعدة.

موقع جغرافي وخطابات ودية

لكنْ بعيداً عن حركة الشباب الصومالية، فهناك أيضاً الموقع الجغرافي للصومال، الذي يقع على الساحل الشرقي لقارة أفريقيا، وهو جزء مما يُعرف بالقرن الأفريقي، يحدّه من الشمال خليج عدن اليمني وجيبوتي، ومن الغرب إثيوبيا، والمحيط الهندي شرقاً، وكينيا جنوباً.

وبين الصومال واليمن ممرٌ مائي لطالما قطعه اللاجئون اليمنيون والصوماليون بزوارقهم خلال رحلات لجوئهم من اليمن للصومال وبالعكس.

تقول صحيفة نيويورك تايمز حول هذا الموقع في تقريرها الذي نشر مؤخراً :" للولايات المتحدة حالياً قاعدة في جيبوتي المجاورة، إلى جانب عمليات عسكرية صينية وأوروبية". تنقل الصحيفة عن مسؤولين في أرض الصومال قولهم "إن أرض الصومال ستكون خياراً أقل ازدحاماً لمراقبة الممر المائي وشن ضربات محتملة ضد أهداف الحوثيين في اليمن".

في داخل الصومال، تقع جمهورية أرض الصومال الانفصالية، وهي الجزء الشمالي الذي كان خاضعاً للاستعمار البريطاني سابقاً، وأعلن الاستقلال عن الصومال من جانب واحد، لتنشأ جمهورية "صوماليلاند" أو أرض الصومال. ولم تحظَ الجمهورية باعتراف أي دولة أو منظمة دولية، لكنها تقع على الساحل الجنوبي لخليج عدن.

وفق صحف عالمية، فإن ممثلين عن الصومال وعن أرض الصومال أرسلوا رسائل إلى ترامب خلال الفترة الماضية، يعرضون عليه فرصاً للاستثمار العسكري والاستراتيجي مقابل تمتين علاقات الولايات المتحدة معهما.

" يمتد مهبط الطائرات، الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وأرضه اللامعة تحت أشعة الشمس، باتجاه ساحل القرن الأفريقي. وعلى بُعد أميال قليلة، كان عمال الموانئ يُفرّغون حمولاتهم في ميناء على خليج عدن، وهو طريق ملاحي عالمي حيوي يتعرض باستمرار لهجمات المتمردين الحوثيين من اليمن"، هكذا افتتحصحفيان في النيويورك تايمز تقريراً نشر في 13 من أبريل/نيسان، حول الفرص التي تحاول أرض الصومال منحها للولايات المتحدة.

يقول التقرير إن الميناء ومهبط الطائرات ينتميان لمدينة بربرة في أرض الصومال، ويرى سكان تلك المنطقة المرفقين "كمفتاح لتحقيق طموح دام لعقود من الزمن: ألا وهو الاعتراف الدولي".

"وتسعى أرض الصومال إلى إبرام صفقة مع ترامب يتم بموجبها استئجار الولايات المتحدة للميناء ومهبط الطائرات مقابل حصولها على الاعتراف باستقلالها الذي طال انتظاره".

فيما تذهب نيويورك تايمز إلى أن هجمات أنصار الله "وتعطيل حركة الشحن الدولي" إلى جانب احتدام الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد يدفعان الإدارة الأمريكية للتفكير "في وجود جديد في القارة".

وتتضمن الصفقة التي يفكر بها المسؤولون في أرض الصومال، وفق ما تنقل صحيفة نيويورك تايمز، إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على طول ساحل الإقليم الممتد لـ500 ميل، والمطل على خليج عدن، ومن شأن هذا الوصول "أن يمنح الولايات المتحدة حضوراً حيوياً على طريق ملاحي رئيسي، ونقطة مراقبة استراتيجية لمراقبة الصراعات في المنطقة، بحسبها".

لكن، على الجهة الأخرى، قالت وكالة "آسوشيتد برس" مطلع الشهر الجاري، إن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد بعث رسالة لترامب يعرض فيها الوصول الحصري إلى القواعد الجوية والموانئ البحرية، ما جدد التوترات بين الحكومة الصومالية وأرض الصومال، وفق الوكالة، ذلك أن أحد الموانئ تقع في مدينة رئيسية في أرض الصومال.

وفي الرسالة، عرضت الصومال على الولايات المتحدة السيطرة على قاعدتي بربرة وباليدوجلي الجوّيتين، ومينائي بربرة وبوساسو، "لتعزيز المشاركة الأمريكية في المنطقة"، وقد ساعدت الولايات المتحدة لسنوات القوات الصومالية بغارات جوية ضد جماعة الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.

فيما قالت قناة فوكس نيوز إنها تواصلت مع وزارة الخارجية الأمريكية للاستيضاح عن تصريح ترامب حول علاقة الصومال بجماعة أنصار الله الحوثية، ولا تزال تنتظر الرد.

يذكر أن أول عمل عسكري قام به ترامب بعد توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، كان شن غارات جوية قال إنها تستهدف "إرهابيين" يتبعون لتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال، وفق ما نقل موقع أكسيوس الأمريكي.

شارك الخبر: