• الساعة الآن 09:31 PM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ماهي مخاطر التدخل العسكري في النيجر؟

news-details

 

قال جيمس بارنيت، الزميل في "معهد هدسون" الأمريكي (the Hudson Institute)، إن الانقلاب العسكري في النيجر يهدد بإشعال حرب إقليمية في منطقة استراتيجية، وحذر من وجود 4 مخاطر محتملة في حال تدخلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عسكريا، متحدثا عن احتمال تكرار سيناريو السودان في النيجر عبر مرحلة انتقالية ينلقب عليها العسكريون.

وبينما ردت "إيكواس" بـ"خنوع على الانقلابات السابقة في المنطقة"، انتهت أمس الأحد مهلة لمدة أسبوع منحتها المجموعة، بقيادة رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو، للانقلابيين في النيجر، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة أو مواجهة إجراءات "قد تشمل استخدام القوة"، بحسب بارنيت في تحليل ترجمه "الخليج الجديد".

ورأى أنه "على مدى السنوات الثلاث الماضية في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، لم يستجب الفاعلون الإقليميون والغرب بشكل كافٍ للانقلابات المتكررة، وبدا أن كل انقلاب يمهد لآخر. لكن انقلاب النيجر، في 26 يوليو/ تموز الماضي، أثبت أنه مستقطب للغاية لدرجة أنه يخاطر بإشعال حرب إقليمية".

واعتبر أن "واشنطن تحتاج إلى سياسة للرد على احتمالية نشوب حرب إقليمية متعددة الجوانب في منطقة ذات أهمية استراتيجية، لاسيما وأنه عندما أطاح أفراد من الحرس الرئاسي بالرئيس بازوم، وجهوا ضربة قوية للديمقراطية في غرب أفريقيا والسياسة الأمنية للولايات المتحدة وأوروبا في المنطقة".

بارنيت لفت إلى أن "النيجر كانت رابع دولة في غرب أفريقيا تتعرض لانقلاب منذ 2020، باستثناء الانقلاب الزائف في تشاد، وهو انتقال عسكري من الأب إلى الابن في 2021".

وتابع: "على عكس تلك الدول الأخرى، تستضيف النيجر حوالي 1000 جندي أمريكي يدعمون جهود مكافحة الإرهاب النيجرية والأوروبية، كما أصبحت النيجر محور السياسة الأمنية الفرنسية بعد صعود العسكر في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين التي طردت بسرعة الحاكم الاستعماري السابق (فرنسا)".

وزاد بأنه "على النقيض من جيرانه، أشرف الرئيس بازوم على تطوير سياسة محسوبة نسبيا وفعالة لمكافحة الإرهاب، والآن يهدد الانقلاب هذا النهج ويخاطر بتفاقم انعدام الأمن في جميع أنحاء غرب أفريقيا، بما في ذلك البلدان الساحلية الأكثر ديناميكية اقتصاديا والتي كانت محور استراتيجية الولايات المتحدة مؤخرا".

 

رد "إيكواس"

و"لمزيج من الأسباب الشخصية والسياسية والاستراتيجية، فاجأ قادة تلك البلدان الساحلية العديد من المراقبين باتخاذهم موقفا متشددا بشكل خاص ضد المجلس العسكري في نيامي"، بحسب بارنيت.

وأضاف أن "لزعماء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مصالحهم الخاصة في عكس مسار انقلاب النيجر. وتتوافق استعادة الحكم المدني مع أهداف الولايات المتحدة، لكن إيكواس تهدد بالذهاب إلى أبعد من نهج واشنطن القائم على العقوبات".

وأفاد بأنه "توجد دلائل على أنه حتى عندما تعرب إيكواس عن رغبتها في الحوار مع المجلس العسكري في النيجر، فإن الخيار العسكري يظل مطروحا على الطاولة، بل وبدأت دول أخرى في غرب أفريقيا في الإعراب عن دعمها لتدخل (عسكري) بقيادة نيجيريا".

ومع انتهاء مهلة "إيكواس"، حذر بارنيت من أن "أي تدخل من المجموعة محفوف بمخاطر جسيمة، أولا، من غير المحتمل أن يستعيد بازوم الدرجة نفسها من الشرعية التي كان يتمتع بها قبل الانقلاب إذا أعادته البنادق الأجنبية إلى السلطة".

واستطرد: كما أن "بازوم قد لا ينجو حتى من التدخل، لأنه لا يزال رهينة المجلس العسكري، ولن ينجح تدخل إيكواس إلا إذا تراجعت الطغمة العسكرية في النيجر أو انسحبت كتلة وازنة من الجيش لحظة عبور قوات المجموعة إلى النيجر".

كما يوجد "خطر من أن يكون للتدخل تأثير معاكس، إذ بدأ المجلس العسكري في حشد الجماهير وربما يسلح ميليشيات مدنية، ويتحول التدخل إلى مقاومة لن تكون إيكواس مستعدة للتعامل معها، وحاليا يبدو أن المجلس العسكري يراهن على أن أفضل أمل للشرعية يكمن في توجيه إحباط السكان نحو عدو خارجي"، وفقا لبارنيت.

وأضاف أنه "لا يمكن لأي دولة عضو في إيكواس أن توريط جيشها في حرب طويلة الأمد لمكافحة تمرد في الخارج، لاسيما وأن نيجيريا، صاحبة أطول حدود برية مع النيجر، منهكة في مكافحة مستويات عالية من انعدام الأمن في كل جزء من البلاد تقريبا".

 

تسوية مقبولة

و"لا يزال يتعين على واشنطن وإيكواس السعي إلى تسوية مقبولة من شأنها تجنب حرب أكبر، وسيحتاج الحل الوسط أولا إلى إقناع أعضاء المجلس العسكري بأنهم لا يواجهون تهديدا وجوديا، وثانيا، لابد أن يمنحوا إيكواس بعض التجاوب لحفظ ماء الوجه لإجراء مزيد من المحادثات"، كما تابع بارنيت.

واعتبر أنه "في هذه المرحلة، قد تتضمن الصفقة بشكل أكثر واقعية عودة إلى الحكم المدني بدلا من استعادة الرئيس بازوم السلطة على الفور، وسيتطلب الأمر مشاركة كبيرة وممارسة ضغط من واشنطن وشركائها لتجنب تكرار أخطاء التحولات الفاشلة مثل تلك التي حدثت في السودان أو مالي، حيث عادت القوات العسكرية لتولي السلطة".

واستدرك: "لكن الانتقال في النيجر، على الرغم من كونه غير مثالي، أفضل من حرب إقليمية مطولة، فالمنتصرون الرئيسيون في أي صراع طويل الأمد سيكونون الجماعات الجهادية المتوسعة في منطقة الساحل، وهي حقيقة نأمل ألا تضيع على الجنرالات في نيامي".

و"يجب على واشنطن أن تكون مستعدة لسيناريوهين أقل مثالية: أن يحُكم المجلس العسكري قبضته على السلطة وينفصل عن الغرب ويثبت أن تهديدات إيكواس كانت فارغة، أو أن تمضي إيكواس في تدخل يهدد بإعادة غرب إفريقيا إلى التسعينيات (من القرن الماضي)، عندما خاضت كتل القوى الإقليمية المتنافسة معارك بالوكالة وسط الحروب الأهلية في ليبيريا وسيراليون"، بحسب بارنيت.

 

شارك الخبر: