• الساعة الآن 01:58 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مؤسسة الشهداء.. مشروع فوق المساءلة على أراضٍ منهوبة

news-details

 

 

خاص - النقار

لأنها سلطة صنعاء، فقد انتهجت مبدأ رعاية أسر وذوي الشهداء منذ اليوم الأول لتسنمها الحكم، فارتأت تأسيس كيان باسم مؤسسة الشهداء، وراحت تبحث لمؤسستها الناهضة عن أرضية تشيد عليها بنيانها. صحيح أن الأرضية التي عثرت عليها كانت في النهاية عبارة عن أرضية مغصوبة، إنما لا يهم ذلك طالما أنها أرضية صالحة ومباركة، وصاحبها لا شك عميل ومرتزق. فكل أرضية ترغب فيها سلطة صنعاء يكون أصحابها بالضرورة عبارة عن مرتزقة وخونة وعملاء، وعليه لا بأس من مصادرتها كغنيمة وفيد، أو كعمل مبرور له أجره الكبير عند الله.

وهكذا كان مع مؤسسة الشهداء برئاسة القيادي في الجماعة حسن جران، حيث الأرضية التي ستقوم عليها مؤسسته تابعة لمرتزق ما في مكان ما من هذا العالم، حتى وإن صرخ صاحبها بأعلى صوته: أنا هنا يا هؤلاء، وهذه أرضيتي اشتريتها من حر مالي وهاكم الإثباتات والوثائق والمستندات والبصاير، فكيف جعلتموني مرتزقا، وأنا معكم وفي صفكم على الدوام؟

ومنذ سنوات، وذلك المواطن يصرخ ويصرخ، إنما لا صوته قادر على الوصول إلى مسامع أُغلقت مسبقا وبسابق إنذار، ولا المسألة توقفت عند أرضيته فحسب، حيث راحت سلطة صنعاء تلتهم وتصادر أراضي أخرى تحت حجة استثمارها لصالح “أسر الشهداء”، وبأنها أراضٍ تابعة للمرتزقة يجب مصادرتها، بينما هي في الأصل مملوكة لمواطنين انتُزعت منهم تحت وطأة القوة وهيمنة السلطة.

ذاك ما كشف عنه المحامي عبد الملك العقيدة في رسالة على صفحته في فيسبوك موجهة إلى المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء حسن جران، وتحت عنوان (من سيتكرم بإيصال مظلومية هذا المواطن إلى الأخ رئيس المؤسسة وكل منصف فيها نظرا لصعوبة الوصول إليهم).

العقيدة لم يكشف عن هوية المواطن صاحب الأرضية، خوفا عليه بطبيعة الحال، لكنه كمحامٍ أراد مخاطبة قيادة مؤسسة جران بلغة عاطفية، حيث بدأ رسالته هكذا: “لا يخفاكم أن نية الأبطال الذين ضحوا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة كان من أجل الله وفي سبيله ودفاعا عن حياض الوطن ونصرة للمستضعفين، وأن قدسية مؤسستهم التي تديرونها كقدسية بيوت الله التي لا يصح تشييدها على أرض مغصوبة مملوكة لمواطن اشتراها من حر ماله، كما لا يرتضي ذووهم الذين نلتم شرف رعايتهم وصون حقوقهم أن يشوه نبل مقاصد تضحياتهم بسبب أخطاء فردية وقعت فيها المؤسسة بحسن نية، بسبب التغرير عليها من قبل بعض المسؤولين”.

أما من سماهم “بعض المسؤولين الذين يريدون جعل المكانة الطيبة التي تحظى بها المؤسسة مطية لتحقيق رغباتهم في النيل من تلك المكانة بخبث طوية”، فإن العقيدة قصد بهم بعض الجهات التي قامت بمنح المؤسسة عددا من الأراضي “بهدف استثمارها لصالح أسر الشهداء، وهي في الأصل مملوكة لمواطنين انتُزعت منهم تحت وطأة القوة وهيمنة السلطة بذريعة أنها لمرتزقة، والواقع والوثائق الرسمية والأحكام القضائية تؤكد أن ملاكها من خيرة رجال الوطن وشرفائه، بل ومن الداعمين للمؤسسة وأسر الشهداء والمناضلين والمضحين من أجل البلاد، كالأرض الواقعة في صنعاء القديمة المسماة دار الذهب…”.

وبحسب العقيدة، فإن “دار الذهب” التي سورتها مؤسسة جران في مدينة صنعاء القديمة كأرضية تابعة لـ”المرتزقة”، سبق أن أخطرتها المحكمة الجزائية بأنها “ملك خاص لمواطن وليست ملكا لأي مرتزق”، وبالتالي “كنا ولا نزال نأمل بعد تسليمنا لكل تلك الوثائق الشرعية التي لا تقبل الشك في صحتها للشؤون القانونية التابعة لكم، أن تراجع المؤسسة موقفها وأن تعيد الحق إلى أهله… بدلا من مطالبة مالكها بإخلائها والتلويح باستخدام القوة الأمنية لإجباره على تركها للمؤسسة رغما عنه”، حسب الرسالة العاطفية للمحامي عبد الملك العقيدة، والتي يبدو أنه أراد بها مخاطبة الضمير الدفين لسلطة صنعاء، فجاءه الجواب مزيدا من التثاؤب لا أكثر.

شارك الخبر: