تعرض أوكرانيا على الولايات المتحدة خلال محادثات تجري بين الطرفين في جدة الثلاثاء خطة لوقف إطلاق نار جزئي مع روسيا، في مبادرة تأمل منها كييف أن تستعيد دعم البيت الأبيض.
وبدأ مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون في جدة، مباحثات تهدف البحث عن تسوية للحرب بين موسكو وكييف.
وتعد المحادثات في المملكة العربية السعودية اللقاء الأكثر أهمية منذ المشادة الكلامية الصادمة في البيت الأبيض في 28 فبراير/شباط، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بسبب ما اعتبره ترامب نكراناً للجميل الأمريكي.
وتأتي هذه المحادثات بالتزامن مع تصعيد روسيا هجماتها ضد أوكرانيا، وردّت كييف الاثنين ليلاً بشن هجوم "ضخم" بأكثر من 330 طائرة مسيرة على عدد من المناطق الروسية ولا سيما العاصمة موسكو ومحيطها، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الروسية.
وسافر زيلينسكي إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر للقاء وليّ عهد السعودية محمد بن سلمان، لكنه ترك المحادثات مع الأمريكيين لثلاثة من كبار مساعديه.
وسيمثل الفريق الأوكراني رئيس مكتب زيلينسكي أندري يرماك ومستشار الأمن القومي للبلاد، ووزيرا الخارجية والدفاع.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك للصحفيين "نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي سينضم إليه في المحادثات مستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن تعليق المساعدات "شيء آمل أن نتمكن من حلّه" في محادثات الثلاثاء.
وسألت بي بي سي، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قبل دخوله الاجتماع عن توقعه للمحادثات مع أوكرانيا، فأجاب: "ستكون جيدة".
أما يرماك فقال لبي بي سي، إنهم سيظلون يسعون إلى الحصول على ضمان أمني، لكنه أضاف أن اليوم يتعلق أكثر بعملية بناءة لكيفية التحرك نحو وقف إطلاق النار.
ومنذ المشادة بين ترامب وزيلينسكي، علّقت واشنطن المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الاصطناعية، في محاولة منها لإجبار كييف على الجلوس على طاولة المفاوضات.
ومذّاك، صعّدت موسكو من هجماتها وضربت بقوة البنية التحتية الأوكرانية واستعادت قرى في منطقة كورسك الروسية التي احتلتها أوكرانيا في محاولة منها للحصول على ورقة مساومة في أي مفاوضات بين الطرفين.
وأعلنت روسيا الثلاثاء أنها استعادت من الجيش الأوكراني 12 بلدة و"أكثر من 100 كيلومتر مربع" في منطقة كورسك الحدودية.
فيما قال الجيش الأوكراني الاثنين إنه "يعزز" قواته التي تحارب في هذه المنطقة الروسية أمام التقدم السريع لقوات موسكو.
وقال روبيو إن الولايات المتحدة لم تقطع المعلومات الاستخباراتية عن العمليات الدفاعية.
وقال زيلينسكي إنه لا يزال على استعداد للتوقيع، رغم أن روبيو قال إنّ الأمر لن يكون محور محادثات الثلاثاء.
لكن بمواجهة ضغوط الولايات المتحدة، ستعلن أوكرانيا في محادثات جدة تأييدها وقفاً محدوداً لإطلاق النار.
في الجو والبحر
وقال مسؤول أوكراني لوكالة فرانس بريس طالباً عدم نشر اسمه "لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأنّ هذين خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما".
من جهته، قال روبيو إنّ إدارة ترامب ستكون على الأرجح مسرورة بمثل هذا الاقتراح.
وصرّح الوزير الأمريكي للصحافيين "لا أقول إن هذا الأمر وحده يكفي، لكنه نوع من تنازل ضروري بهدف وضع حدّ للنزاع".
وتابع "لن نحصل على وقف إطلاق النار ونهاية لهذه الحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات".
وقال روبيو "لا يمكن للروس احتلال كل أوكرانيا. ومن الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية على أوكرانيا في أي فترة زمنية معقولة إجبار الروس على العودة إلى حيث كانوا في عام 2014"، في إشارة إلى وقت الهجوم الجزئي والاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم.
وقال سيباستيان لوكورنو وزير الدفاع الفرنسي، الثلاثاء، إن الجيش الأوكراني يظل "الضمان الأمني الرئيسي" لكييف، مضيفاً أن فرنسا "سترفض أي نزع لسلاح الجيش الأوكراني".
أكبر هجوم بطائرات مسيرة على موسكو
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين روس قولهم إن أوكرانيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة على موسكو الثلاثاء.
وذكرت وزارة الدفاع أنها أسقطت إجمالي 337 طائرة مسيرة أوكرانية فوق روسيا، من بنيها 91 فوق منطقة موسكو و126 فوق منطقة كورسك التي تتراجع فيها القوات الأوكرانية.
وقال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو في منشور على تلغرام "تم صد أكبر هجوم للعدو بطائرات مسيرة على موسكو".
وأعلن حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف عن مقتل شخصين على الأقل.
وأعلنت هيئة مراقبة الطيران تعليق الرحلات الجوية في كل مطارات موسكو الأربعة لضمان سلامة الطيران بعد الهجوم. وأُغلق مطاران آخران شرقي العاصمة الروسية.
واستهدف الهجوم أيضاً منطقتي بريانسك وبيلغورود المتاخمتين لأوكرانيا، بالإضافة إلى ريازان وكالوغا وفورونيج ونيجني نوفغورود.