• الساعة الآن 05:37 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما الذي للعقوبات أن تفعل بالمواطن أكثر مما فعلته به سلطة صنعاء؟!

news-details

 

خاص - النقار
يحضر المواطن ومعاناته في خطاب سلطة صنعاء كلما احتاجت إلى المزايدة والمتاجرة به. هذا المواطن هو نفسه الذي انقطعت حباله الصوتية وهو يصرخ بها أن تعطيه بعض حقوقه التي تسلبها منه منذ عقد من الزمان بلا حياء، وتتولى النسبة الكبرى من تجويعه وإفقاره وسلخ جلده وإنضاب روحه. وهو نفسه الذي لم تكتف بقطع مرتباته وتجفيف كل مصادر رزقه، بل وراحت تنهال عليه بمعول الجبايات والإتاوات التي لا تتوقف حتى باع كل شيء لديه وأصبح مجرد أجير عندها أو في أحسن أحواله عبارة عن عالة تتصدق عليه هيئة الزكاة النشطانية الرمضانية بمبلغ عشرين ألف ريال كل عام، هذا طبعا إذا كان اسمه موجودا في كشوفاتها، أو بنصف راتب كل ثلاثة أشهر إن لم يكن قد تم شطب اسمه من وظيفته. 
سلطة لا كرامة عندها لمواطن على الإطلاق. وإذا كانت الحرب قد جردت ذلك المواطن من جزء من كرامته، فإن تلك السلطة قد قضت على كل شيء وجردته من كل شيء وأهدرته هو وأهله وذووه، ولم تحفظ لهم أي حقوق. ثم تأتي من حين لآخر لتزايد بذلك الذي حولته إلى سخرية لا تختلف عن سخرية الأنعام والدواب. 
هذه المرة تتحدث عن أن العقوبات الأمريكية المتخذة مؤخرا بحق عدد من قادتها ومسؤوليها لن يكون المتضرر منها سوى المواطن ولا أحد غيره. وهنا تكون الاسطوانة المشروخة ذاتها قد صدحت من جديد وراحت تتحدث عن ذلك المواطن المسكين بحرقة وأسى ودموع ولهفة حتى لكأنها الأم الحنون التي لم تدخر من جهدها ولا من عطائها شيئا في سبيل توفير عيشة كريمة له. وحتى لكأن ما فعلته وتفعله به لا يجعلها أسوأ وأقبح وأشنع وأوقح سلطة يمكن لشعب أن يعرفها. وبالتالي ما الذي لتلك العقوبات وغيرها أن تفعل بالمواطن وبالشعب أكثر مما فعلته بهما تلك السلطة؟

شارك الخبر: