خاص - النقار
شمس الدين شرف الدين، حيث يكون الدين قد أضفى مهابته في الاسم مرتين، فضلا عما سيضفيه فيما بعد من مهابات أخرى لن تتوقف بطبيعة الحال عند ألقاب من مثل الشيخ والعلامة، ثم فضيلة الشيخ فسماحة العلامة، ثم رئيس رابطة علماء اليمن، ثم مفتي الديار اليمنية فرئيس هيئة الإفتاء الشرعية، وبذلك يكون الاسم قد ترتب هكذا: مفتي الدين شمس الدين شرف الدين.
لا حديث هنا كيف أن جماعة تقول عن نفسها إنها جماعة دينية وسلطتها الحاكمة سلطة دينية وزعيمها زعيم ديني، بل هو المرجع الأول بالنسبة لها، ثم تحتاج إلى أن تأتي بشمس الدين شرف الدين لتزيد إليه لقب مفتي الدين.
كان ذلك في كانون الثاني من العام 2017، حيث تم حينها "تعيين العلامة شرف الدين مفتيًا للديار اليمنية ورئيسًا لهيئة الإفتاء الشرعية"، وذلك بعد أن أثبت جدارته وبايع على السمع والطاعة في المنشط والمكره، أي على أن تكون فتاواه على هذه الشاكلة: "لا تفرح بأن لديك تليفون، لا تفرح بأن لديك إنترنت ورصيد، لا تفرح بأن لك متابعين ومشاركين يتحدثون عن الرواتب الرواتب الرواتب، أنت تفسد عقيدة الناس، تفسد أفكار الناس". كانت هذه الفتوى من على منبر وفي خطبة جمعة يحدث بها المصلين عن وجوب الاحتراس وعدم فرح من لديه تليفون وإنترنت ورصيد ومتابعون ومشاركون وهو يستخدم كل ذاك في الحديث عن الرواتب. بالتالي فالحديث عن الرواتب، بالنسبة لمفتي الدين، هو مفسدة وأي مفسدة، إنه يفسد عقيدة الناس ويفسد أفكارهم. وما الذي لسلطة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن قطع رواتب الناس أن تطلب أكثر من هذا؟
أما وقد توجه سماحة مفتي الدين شمس الدين شرف الدين إلى لبنان على رأس وفد العزاء المشارك في تشييع جنازة الأمين العام لحزب الله، فبالتأكيد سيكون قد عاد بنفسية أكثر انشراحا ليحدد لهيئة الزكاة النشطانية مقدار زكاة الفطر لهذا العام بمبلغ أربعمائة وخمسة وسبعين ريالا للنفس الواحدة، كفتوى شرعية يحق بموجبها للسلطة التي نصبته مفتيا أن تنصب قاعدة بيانات أمام اسم كل موظف سيتسلم نصف راتب رمضاني تتضمن أسماء من يعولهم قلوا أو كثروا نصيبا مفروضا. هكذا يكون سماحته قد حاز الدين من جميع جوانبه وأطرافه، كمفتي سلطة بامتياز.