خاص-النقار
ليس المشاط وحده، فها هو باحث آخر في سلطة صنعاء يدخل السبق ويحظى بقصبه، لكن في نيل درجة الدكتوراه هذه المرة. إنه الباحث وزير الرياضة والشباب في حكومة صنعاء الجديدة محمد علي أحمد المولَّد. هكذا يمكن أن تحصل على خبر في مواقع وقنوات الأخبار التابعة للجماعة في صنعاء. فالجماعة في صنعاء تفرغوا لنيل الدراسات العليا، وكانوا فقط ينتظرون متى ينجز المشاط رسالته الماجستير حتى يكون الباب قد انفتح على مصراعيه أمامهم، بحيث كان لنا أن نرى المولد قد خلع حذاءه الرياضي كوزير للشباب والرياضة وجيء به إلى قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة صنعاء لمناقشة أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ(ألفاظ محكية من منطقة مغرب عنس "العنسية"). صحيح أن مفردة "العنسية" جاءت إقحاما هنا حتى يستقيم السجع، أو ربما قد يستفيد منها المولد فيضيفها إلى عنوان أطروحته، لكن حضور محمد مفتاح النائب الأول لرئيس حكومة صنعاء للمناقشة يبقى هو المفتاح بطبيعة الحال. فالرجل، عفوا العلّامة بتشديد اللام، لا بد وأن يكون حاضرا في مناسبة كهذه حصل فيها أحد وزرائه "على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها؛ تخصص لسانيات من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة صنعاء، بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الأطروحة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات".
وكيف لا يكون التقدير ممتازا ومفتاح بكله قد حضر المناقشة؟ وإذا كان المشاط قد أحضر اللجنة إلى القصر الجمهوري لمناقشة رسالته والحصول على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، فإن مرتبة الشرف مع الوزير المولد هي "التوصية بطباعة الأطروحة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات". وتلك بادرة عظيمة من جامعة صنعاء خصوصا أنها تأتي في الوقت الذي تحول الكثير من كادرها التعليمي مجرد مقاوتة أو مباشرين في مطاعم أو سائقي تاكسي. لكن ليس ذلك مهما طالما أن أطروحة المولد، وبحسب الخبر، قد حضرها إلى جانب (العلامة) "وزيرا الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، والثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، وعدد من قيادات الدولة والعلماء والأكاديمين والباحثين والمهتمين"، وهكذا تكون حكومة الرهوي بمفتاحها ووزرائها قد نافسوا القصر في تحصيل الشهادات العالية في مختلف المجالات، أقلها (الألفاظ المحكية لمنطقة مغرب العنسية).