حذر السياسي والسفير نايف القانص من الانهيار الحتمي الذي تتعرض له جامعة صنعاء، مؤكداً أن الفساد الأكاديمي والإداري يجهز على آخر ما تبقى من مكانتها العلمية. وأوضح أن الجامعة، التي كانت يوماً من أبرز المؤسسات التعليمية عربياً، باتت اليوم ضحية للمحسوبيات والتلاعب بالشهادات، إلى جانب التهميش المتعمد للكادر الأكاديمي، مما أدى إلى هجرة العديد من أساتذتها أو اضطرارهم للعمل في مهن لا تليق بمكانتهم العلمية.
وأكد القانص أن الكارثة لم تقتصر على الوضع المعيشي للأكاديميين، بل امتدت إلى العبث بالمخرجات التعليمية، حيث تُمنح شهادات عليا دون أي أسس علمية، ما أدى إلى تراجع الاعتراف بها في العديد من الدول العربية والعالمية. ووصف هذا التلاعب بأنه جريمة بحق التعليم العالي في اليمن، مشدداً على أن من يقفون وراءه لا يقلون خطراً عن من يعبثون بمؤسسات الدولة الأخرى.
ودعا القانص إلى تحرك فوري لإصلاح الوضع عبر إلغاء جميع الشهادات الصادرة بطرق غير قانونية، وإقالة المسؤولين المتورطين في الفساد الأكاديمي ومحاسبتهم قانونياً، إضافة إلى إعادة هيكلة إدارة الجامعة وفق معايير الكفاءة والنزاهة. كما أكد أن جامعة صنعاء ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل ركيزة وطنية، وأن انهيارها يمثل ضربة قاصمة لمستقبل الأجيال القادمة ومكتسبات ثورة 26 سبتمبر