• الساعة الآن 10:50 AM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

‏خيبة

news-details

 

أحمد سيف حاشد

 

قالوا بين مشنقة ومشنقة فرج يأتي.. مازلت مشنوقا أنتظر فرجا لم يأت.. مازلت مصلوبا أعيش سكرات الموت.. لماذا يتركني الرب في لحظات الشدة..؟! ما زلت انتظر يوم الأحد.. وعد لم يأت ولم يتحقق.. هل نسي الواعد وعده؟! قالوا: الرب لا ينسى عبده.

مازال الحلاج يعيش المأساة.. الجمعة هي الجمعة، والإمام الغائب في السرداب.. وعد الأحد سراب في سراب.. الحال يضيق ويشتد، والديمة هي الديمه، وهم الأقفال والأبواب والحجاب.

مازال دم الحلاج طريا، وأنين مازال يقاوم طغيان.. مازال الجرح النازف ينزف، والحاكم يعبث بالدم.. مازال عتاب يسوع يتحشرج غصه.. مازلنا نعيش جحود يتكاثر بعدد أيام العام.. عام يذهب وعام يأتي وما زال دمنا مهدورا والحق مباحا للقتلة.. مازلنا نعلك أنفسنا في هذا القيض العاطش.. مازلنا نقتات الجرح وشعر الرأس.. قرف ووبال.. نتسرمد في مأساة أشد علينا من نار جهنم.

تتحبر شرفات العشق ولا عاشق طل.. لا نجم ولا قمر هل.. الأرض مطرقة في وجوم جم، والسماء تعيش عبوس الكون.. يأس العشق ومات العشاق.. الأفق حزين جدا.. الباحث عن وطنه مكبود مقهور.. مشنوق مصلوب.. أعيانا الصبر المر حتى صيرنا نبتة صبار.. خذلان بطول زمن يتسرمد.. العمر قصير جدا وما بقي منه لا يتسع لحلم أقصر من رمشة عين.

مرت شهور وسنين.. تأتي الأيام وتذهب.. كنا نبحث عن وطن، واليوم نبحث عن تأشيرة.. يا للهول..!! تفيض الروح وما زالت تعيش الخيبة.. الوطن بددا والوعد سراب.. تأتي الأيام وتذهب والأحد لم يأت بعد.. قتلتني الوحشة.. قتلني الأمل المفقود.. قتلتني غصة ساطور.. قتلني الخذلان قبل الصلب وقبل الشنق وقبل الموت.

 

شارك المقال: