بقلم الإداري في وزارة التربية: أمين عيشان
بيني وبين وزير المال محكمةٌ
(اليوم موعدها والحكم بعد غدِ)
فقد أقرَّ بأمرٍ جائرٍ ورأى
منع المرتبِ عني دون مستندِ
وقال: إنَّ الإداري لا معاش له
لكي يضاعف من بؤسي ومن عقدي
أنا إداريٌّ، ولكني أقوم بما
كُلِّفتُ من عملٍ في خدمة البلدِ
حُرِمتُ من راتبي عشرًا قضيتُ بها
ما لا يُطاقُ من البأساء والكبدِ
ليحكمِ اليومَ في أمري الوزيرُ بما
يغتالُ حلمي وينهي منطقَ الرشدِ
يا سيدي، أيها القاضي النبيه، أما
ترى بعينيَّ طولَ الحزنِ والسهدِ؟
أليس لي صبيةٌ يشكون جوعهمُ
وزوجةٌ تشتكي مثلي من الكمدِ؟
أليس لي الحقُّ أن أحيا بلا عوزٍ
وأن أنال معاشًا كافيًا أودي؟
يا قاضي العدل، إنَّ النفسَ ذاهبةٌ
على المرتبِ… أوهى بعدَهُ جلدي
فراتبي بمقامِ الروحِ يُعمِّرُني
(فاقضِ بحكمٍ يعيدُ الروحَ للجسدِ)