• الساعة الآن 04:05 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أمريكا الجنوبية سوقا للمسيرات الإيرانية

news-details

 

 

يبدو أن أمريكا الجنوبية ستتحول إلى سوق للمسيّرات الإيرانية إنطلاقاً من إبداء بوليفيا اهتماماً بالمسألة، في وقت تشهد طهران طلباً جديداً على مسيّراتها، وهو تطور أثار قلقاً في واشنطن، وأعاد تركيز طهران على تعميق تحالفاتها في أمريكا الجنوبية. 

ونقلت شبكة "سي أن بي سي" عن وزير الدفاع البوليفي إدموندو نوفيلو الأسبوع الماضي، أن بلاده مهتمة بالحصول على مسيّرات إيرانية، وذلك بعد أيام من زيارته طهران حيث عقد اجتماعاً في 20 يوليو (تموز) من أجل التوقيع على "ميثاق" حول ميادين المصلحة المشتركة. وأوردت وكالتا "إرنا" و"فارس" الإيرانيتان للأنباء، أن البلدين وقعا على مذكرة تفاهم في مجال الدفاع والأمن. 

وصرح وزير الدفاع الإيراني محمد رضا رضائي أشتياني بأن دول أمريكا اللاتينية تمثل أهمية خاصة بالنسبة لسياسة إيران الخارجية والدفاعية، المستندة إلى أهمية منطقة أمريكا الجنوبية الحساسة جداً. 

وبعدما طالب أعضاء حزب بوليفي معارض ووزارة الخارجية الأرجنتينية بمعلومات عن مذكرة التفاهم المذكورة، قال نوفيلو إن حكومته مهتم بالحصول على مسيّرات إيرانية متقدمة. 

وأضاف أن المسيّرات الإيرانية ستستخدم لحماية حدود البلاد من تجارة المخدرات والتهريب، كما أنها يمكن أن تساعد في مراقبة المناطق الجبلية وفي تحسين الاستطلاع العسكري. وأكد أن "تقنياتها قد تفي بالمتطلبات التي أثرناها"، من دون أن يحدد نوع المسيّرات التي تريدها بلاده.   

وفي 2022، كانت إيران تملك الترسانة الأكبر من الصواريخ والمسيّرات في الشرق الأوسط، استناداً إلى وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية. وبحسب الخبير في الأسلحة بـ"معهد واشنطن" فرزين نديمي، فإن المسيّرات الإيرانية "أثبتت تأثيراً ملحوظاً في أي ميدان ظهرت فيه".   

 

تحديات العقوبات الغربية

وعلى رغم أن الإنتاج والتجارة يواجهان تحديات بسبب العقوبات الغربية المشددة، فإن أداء المسيّرات الإيرانية "يعتبر على قدم المساواة في المنافسة، وهي حتى أفضل في بعض المجالات"، فضلاً عن أنها أرخص من غيرها، وفق ما قال نديمي في تقرير نشره المعهد الأمريكي للسلام.     

وجاء في التقرير أنه "بحلول خريف 2022، صدّرت طهران أيضاً مسيّرات أو التكنولوجيا المتعلقة بها إلى خمس دول على الأقل في أربع قارات، وكذلك إلى سبع ميليشيات من وكلائها في الشرق الأوسط".     

ويقول محللون إن القلق الأمريكي، يتركز على تعميق التحالفات الخارجية لإيران وعلى انتشار مسيّراتها.   

وبعد يومين من كلام نوفيلو، صرح مدير الإتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن إدارة الرئيس جو بايدن "قلقة حيال أي تصدير للتكنولوجيا الإيرانية، التي يمكن أن تشكل عاملاً مزعزعاً للاستقرار". 

وساهمت الإندفاعة التسويقية إلى العالم النامي في تعزيز تحالفات إيران، في الوقت الذي حسنّت من عائداتها- وهو أمر حيوي بالنسبة لإيران بعد سنوات من التردي الإقتصادي نتيجة العقوبات الأمريكية.   

ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس سانام وكيل، إن "إيران كانت تبحث دائماً عن تنويع علاقاتها. وهذا ما يساعدها على تخفيف عقوبات الضغط الأقصى، وكذلك على أن تظهر أنه على رغم جهود الاحتواء الأمريكية، فإنها قد وسعت محور المقاومة، وهي قادرة على أن تشكل عاملاً مزعزعاً للاستقرار في الحديقة الخلفية لأمريكا".     

 

زيارة رئيسي

وتتعاون دول أمريكية لاتينية عديدة مع إيران، في سياق معارضة أوسع للولايات المتحدة، أو لأنها خاضعة لعقوبات أمريكية-وتحديداً فنزويلا، التي تحصل على تكنولوجيا المسيّرات من إيران منذ 2007. وفي زيارة قام بها مؤخراً لأمريكا اللاتينية، شدد الرئيس إبراهيم رئيسي على أهمية التحالف بين إيران وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا في كفاحها المشترك ضد "الإمبريالية والهيمنة" من قبل الولايات المتحدة والغرب. 

ومنذ عودة الحزب الاشتراكي إلى السلطة في بوليفيا عام 2020، بذلت البلاد جهداً لإحياء الراوبط مع فنزويلا وإيران.     

وبحسب المعهد الأمريكي للسلام، فإنه على رغم ذلك، فإن "تأسيس علاقات تعاون اقتصادي أكبر مع بلدان أمريكا اللاتينية لن تمكن النظام الإيراني من ترميم العيوب الهيكلية في الإقتصاد الإيراني"، مشيراً إلى قضايا الفساد وسيطرة الحرس الثوري على الإقتصاد، كمسائل تحتاج إلى معظم التركيز.   

ووصف محللون إقليميون آخرون جولة رئيسي على أمريكا اللاتينية، بأنها ذات رمزية سياسية من دون نتائج اقتصادية ملموسة.   

ولطالما راقبت إسرائيل صناعة المسيّرات الإيرانية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في فبراير (شباط)، إن إيران "تجري نقاشات لبيع أسلحة متطورة، بينها المسيّرات وصواريخ عالية الدقة، لنحو 50 بلداً مختلفاً". وأشار إلى أنه "من بيلاروسيا إلى أوروبا الشرقية، إلى فنزويلا في أمريكا الجنوبية، نرى أن إيران ترسل مسيّرات يبلغ مداها ألف كيلومتر". 

وبالنسبة إلى إيران، فإن المسيّرات وصناعة السلاح المحلية ليست ذات مصدر قيّم للعائدات فحسب، وإنما هي وسائل لبناء ما وصفه رئيسي بـ"محور المقاومة" ضد الولايات المتحدة والغرب. وهذه المحاولة لقلب الأمور في النظام العالمي الحالي، لقيت إشادة من القائد السابق للحرس الثوري الإيراني الميجور جنرال يحيي رحيم صفاوي، الذي قال إن "عهداً جديداً قد بدأ...إننا نشهد الآن تغيرات كبيرة في التكنولوجيا الجديدة، والثروة، والقوة، والنظام العالمي".   

 

شارك الخبر: