أخبار اليمن

انتقد القيادي السابق في جماعة أنصار الله، صالح هبرة، في مقال جديد النظرة السائدة لدى الحكام الذين يعتبرون السلطة “حقا إلهيا” خُصت به سلالات معينة دون غيرها، مؤكدا أن هذا الفهم الخاطئ للسلطة يُعمّق الأزمات والصراعات في العالم العربي.

وأوضح هبرة أن هؤلاء الحكام يتعاملون مع السلطة باعتبارها استحقاقًا شخصيًا أو إرثًا عائليًا، قائلاً: “هناك من يعتبر السلطة حقا إلهيا اختص الله بها سلالة دون بقية البشر، وبناءً على هذا المفهوم، يتعامل الحاكم مع الشعب من باب التفضل والإحسان.”

وأشار إلى أن هذا الفهم يجعل الحاكم يرى نفسه متملكا للشعب، مما يبرر له التصرف بالبلد كملكية خاصة. وأضاف: “شعوره بالتملك يعطيه الحق في أن يعطي من يشاء ويحرم من يشاء بغير حساب، ويحرم المناطق المختلفة معه من أي مشروع تنموي.”

كما انتقد هبرة سلوك هذا الحاكم الذي يعزز سلطته بالسجون والجيوش لقمع من يعارضهم. وقال: “لأنه يعتبر السلطة حقا شخصيا، يقوم ببناء السجون وإعداد الجيوش لقمع من يفكر أن يسلبه هذا الحق، ويعتبر من ينتقده متجاوزًا لما لا يعنيه.”

ودعا هبرة إلى إعادة النظر في مفهوم السلطة لدى هؤلاء الحكام، محذرا من أن هذا الفهم الخاطئ يُساهم في استمرار القتال وسفك الدماء. وأكد أن الدولة المدنية هي الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق. واختتم قائلاً: “لا يمكن أن يصلح شأن العرب إلا عندما نفهم معنى السلطة حُكّاما ومحكومين، وإلا فإننا سنبقى نتقاتل إلى الأبد.”