• الساعة الآن 06:02 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

آثار السجن في داخلي حتى اللحظة

news-details

 

عبدالوهاب قطران

 

رغم مرور قرابة خمسة اشهر على خروجي من زنازن سجن المخابرات بصنعاء ،الا انني وجميع افراد اسرتي لازلنا نعاني من اثار السجن الى اللحظة ،وماخلفه لنا من متاعب ودمار مادي ونفسي وامراض ومعاناة ..

ستة اشهر من الاختطاف والتغييب خلف الشمس تسببت في نزيف ارواحنا ودمار اجسادنا وممتلكاتنا وحياتنا، اقسم بمن رفع السماء بلا عمد اننى لازلت اعالج اثار السجن الى اللحظة لم اشعر بالاستقرار بعد ، رغم مرور خمسة اشهر على خروجي من السجن ..

دخلت السجن ستة اشهر ، وانا بخير وبصحة جيدة  وكذلك زوجتي واولادي اصحاء مستقرين وكذلك صديقي الاعز الرفيق المناضل احمد سيف حاشد  كان بخير وبصحة جيدة، وخرجت من السجن وانا مريض وكلنا امراض..

لازلت اصلح وارمم كل ما حطموه ونهبوه من بيتي اثناء اقتحامه بقوة السلاح وبدون اي مسوغ قانوني، اعادوا بعضه وهو مدمر وعاطب لبتوبات، هواتف، ذواكر... والبعض لم يعيدوه الى اللحظة ، حتى سيارتي قاموا بتفتيشها بعد اختطافي ومزقوا طربالها وعبثوا بها وتسببوا بتعطيل كمبيوترها. ومنذ خروجي وانا اصلح ما دمروه بالبيت والسيارة واللبتوبات والهواتف وخزنة البصائر والمغالق وكهرباء البيت ووو..

ولازلت الى اللحظة اعالج محمد واحمد وام محمد يوميا بالمستشفيات بدون جدوى او امل بالشفاء ..

لا اشعر بالاستقرار الى اللحظة ، صديقي ورفيقي القاضي احمد سيف حاشد اصيب بجلطة قلبية وانا بالسجن وغادر الوطن الى ارض الكنانة لتلقي العلاج ولاينام الا بجهاز تنفس، ولم يفرجوا عني الا بعد يوم من سفره ،مرت سنة منذ اخر مرة التقينا...

ويعلم الله متى سنلتقي؟

الا يدرك السجانون عديمو القلوب والضمائر ما يتسببون به من دمار ومعاناة وعذاب لكل سجين هو وجميع افراد اسرته؟!

افكر في حالة ومعناة وعذابات  من عرفتهم بالسجن هم واسرهم والذي تم رميهم خلف القضبان بدون اي ذنب ونسيانهم خلف الشمس ، دون ان توجه لهم تهمة رسمية ويحالوا للمحاكمة العادلة امام قاضيهم الطبيعي  ومر على بعضهم مرمي خلف القضبان اربع سنوات بدون محاكمة  كالشيخ وليد مقبل الغيل ، وهاشم الهمداني وابنه واخوانه وابناء عمه الذين يقبعوا بالزنازن الانفرادية بظروف قاسية منذ اكثر من سنة ممنوع عن اهلهم زيارتهم ولايسمح لاهاليهم الاتصال بهم.

لا لشيء سوى الغطرسة والطغيان والامعان بالظلم والقهر والاذلال..

وكذلك هو حال الاستاذ الفاضل والتربوي القدير مجيب المخلافي المرمي  بسجن المخابرات منذ اكثر من سنة بدون اي ذنب سوى ان السجانين يمتلوكوا سلطة مطلقة للتحكم برقاب العباد...

ومثلهم الكثير ممن لانعرفهم وساقهم سوء حظهم الى يد سجان لايرحم ولايراعي فيهم ال ولا ذمة..

اي قلوب ميتة تمتلكونها لتنكلوا بعباد الله بسجونكم؟ لماذا لا تراجعوا/ن انفسكم وتنصفون الناس وتشعرون بمعاناة المستضعفين؟!

الم يسبق لكم ان سجنتم وذقتم مرارة الزنازن ومعناة اهلكم وانتم مغيبين عنهم خلف الشمس؟

فالاحرى بكم  ان تشعروا بمعناة المساجين المنسيين المستضعفين في سجونكم وتعجلوا بإطلاق صراحهم ..

فالرجوع الى الحق خير من التمادي بالباطل..

شغلت منصب القضاء بأمانة العاصمة وبمحافظة اب ،قاضيا ورئيس محكمة لعدة سنوات ،وكنت اذا اقتضت الضرورة القصوى وقررت سجن مواطن اخل بنظام الجلسة او تجاوز وثبت لي استحقاقه للسجن لانه افسد او ابتز اخرين باسمي ،اقرر سجنه بحجز المحكمة او المديرية ،وكل يوم يرفع لي كشف بأسماء المساجين ،وكل ليلة اراجع نفسي واشعر بتأنيب ضمير واشعر بمعناة وعذابات السجين واهله ،وافرج عنهم بعد يوم يومين واقصى مدة اسبوع او عشرة ايام فقط ..

فلماذا انتم قساة قلوب وماتت ضمائركم.

شارك الخبر: