• الساعة الآن 05:43 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما هو مصير الأسد وعائلته؟

news-details

عندما أُطيح ببشار الأسد يوم الأحد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، طُويت صفحة ليس فقط على رئاسته التي استمرت 24 عاماً، بل على أكثر من 50 عاماً من حكم عائلته لسوريا.

وقبل أن يتولى بشار الأسد الحكم في عام 2000، كان والده حافظ الأسد رئيساً للبلاد لثلاثة عقود.

لكن بعد تشكيل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية، لحكومة انتقالية في البلاد، فإن مستقبل الرئيس المعزول وزوجته وأبنائه الثلاثة غامض.

ويتواجد الأسد مع عائلته في روسيا حالياً، حيث عرض عليهم اللجوء، لكن ما المستقبل الذي ينتظرهم؟

لماذا فر الأسد إلى روسيا؟

كانت روسيا حليفة قوية للأسد خلال الحرب الأهلية في سوريا، كما أن لدى موسكو قاعدتين رئيسيتين في البلاد.

وفي عام 2015، شنت روسيا حملة قصف جوي دعماً للأسد ما قلب مجرى الحرب لصالح الحكومة حينها.

وقُتل، خلال العملية العسكرية الروسية، أكثر من 21 ألف شخص بينهم 8700 مدني خلال تسع سنوات تلت، وفق ما أفادت مجموعة مراقبة مقرها المملكة المتحدة.

لكن يبدو أن روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، غير راغبة أو غير قادرة على مساعدة حكومة الأسد في وقف هجوم المعارضة المسلحة الخاطف الذي بدأ في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني.

وبعد ساعات من سيطرة قوات المعارضة المسلحة على دمشق، أفادت وسائل إعلام روسية بأن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو وحصلوا على حق اللجوء "لأسباب إنسانية".

لكن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال عندما سأله صحفيون عن مكان وجود الأسد وطلب اللجوء، "لا شيء لدي لأخبركم به ... الآن بالطبع مثل هذا القرار (بشأن منح اللجوء) لا يمكن اتخاذه بدون رئيس الدولة، إنه قراره".

يشار إلى أن علاقات عائلة الأسد مع روسيا، وخصوصاً موسكو، وثيقة جداً.

وخلص تحقيق لصحيفة فاينانشال تايمز في عام 2019، إلى أن عائلة الأسد الممتدة اشترت 18 شقة فاخرة على الأقل في العاصمة الروسية، في مسعى لإبقاء عشرات الملايين من الدولارات خارج سوريا خلال الحرب الأهلية.

وفي الأثناء، يواصل حافظ، الابن الأكبر للأسد، دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في المدينة، حيث أوردت صحيفة محلية الأسبوع الماضي، تقريراً عن رسالة الدكتوراه التي يعدها الشاب البالغ من العمر 22 عاماً.

وخلال الفوضى التي سادت الأسبوع الماضي، أفاد التلفزيون الروسي بأن مسؤولين في موسكو يجرون محادثات مع "المعارضة السورية المسلحة" لتأمين القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية الروسية.

زوجة الأسد وأولادهما

بشار الأسد متزوج من أسماء، المواطنة البريطانية السورية، التي ولدت ونشأت في غرب لندن لأبوين سوريين. والتحقت بالمدرسة والجامعة في لندن، قبل أن تصبح مصرفية متخصصة في مجال الاستثمار.

وانتقلت أسماء بشكل دائم إلى سوريا في عام 2000، وتزوجت الأسد في وقت خلف فيه والده كرئيس.

وقالت الدكتوره نسرين الرفاعي، زميلة زائرة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، لبي بي سي، إن أسماء "تحمل جواز سفر بريطاني، وبالتالي يمكنها العودة إلى المملكة المتحدة" بدلاً من البقاء في روسيا.

لكن "الولايات المتحدة فرضت عقوبات على والدها، الدكتور فواز الأخرس، الذي يقال إنه موجود أيضاً في روسيا"، وفق الرفاعي، مما يشير إلى أن أسماء قد ترغب في البقاء في موسكو في الوقت الحالي.

ونقل موقع "مايل أونلاين" عن جيران لهم قولهم إن والد أسماء، الطبيب المتخصص في أمراض القلب، ووالدتها سحر، الدبلوماسية المتقاعدة، أرادا البقاء في موسكو لـ "مواساة" ابنتهما وصهرهما.

ولدى الأسد وزوجته، 3 أبناء هم حافظ طالب الدكتوراه، وزين وكريم.

وتقدر ثروة عائلة الأسد بين نحو مليار دولار (790 مليون جنيه إسترليني) و ملياري دولار (1.6 مليار جنيه إسترليني) بحسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية للكونغرس في عام 2022، الذي أشار إلى صعوبة تقدير المبلغ بسبب "الاعتقاد بأن أصولها موزعة ومخفية في حسابات ومحافظ عقارية وشركات وملاذات ضريبية خارجية".

وبحسب التقرير، فإن بشار وأسماء حافظا على "علاقات وثيقة مع أكبر اللاعبين الاقتصاديين في سوريا، مستخدمين شركاتهم لغسيل أموال ناتجة عن أنشطة غير قانونية وتحويلها إلى النظام".

وأفاد التقرير بأن أسماء "كان لها تأثير على اللجنة الاقتصادية التي تدير الأزمة الاقتصادية الحالية في سوريا"، واتخذت قرارات رئيسية تتعلق بدعم "الطعام والوقود والتجارة والعملة" في البلاد.

كما مارست نفوذاً على مؤسسة الأمانة السورية للتنمية، المعنية بتوجيه معظم المساعدات الخارجية لإعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، في 2022، إن أسماء "أصبحت من أشهر المتربحين من الحرب في سوريا" بمساعدة زوجها وعائلتها.

ووصفها مسؤول كبير آخر في إدارة ترامب، بأنها "رئيسة أعمال العائلة" و "أوليغارشية" كانت تتنافس مع ابن خال زوجها رامي مخلوف.

ومخلوف هو أحد أغنى رجال الأعمال في سوريا، وأصبح الخلاف العائلي معروفاً بعد أن نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يشكو فيها من المعاملة التي تلقاها.

هل يحاكم بشار الأسد؟

قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، في أعقاب سقوط حكم عائلة الأسد، إن السوريين تعرضوا لما وصفته بـ "سلسلة مرعبة من انتهاكات حقوق الإنسان، تسببت بمعاناة إنسانية لا توصف على نطاق هائل".

وتضمن ذلك "هجمات بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة وغيرها من جرائم الحرب، ناهيك عن أعمال القتل، والتعذيب، والاختفاء القسري، والقتل الجماعي التي ترقى إلى حد الجرائم ضد الإنسانية".

ودعت كالامار، المجتمع الدولي، إلى ضمان التحقيق مع الأشخاص المشتبه بانتهاكهم للقانون الدولي وغير ذلك من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ومحاكمتهم على جرائمهم.

ويوم الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول، قال زعيم هيئة تحرير الشام-القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع المعروف بـ (أبو محمد الجولاني)- إنه سيُكشف عن اسم أي من كبار مسؤولي النظام المعزول ممن يثبت تورطهم في تعذيب السجناء السياسيين.

وقال إن "حكومة الإنقاذ السورية، ستسعى إلى إعادة المسؤولين الذين حددت هويتهم وفروا إلى بلد آخر".

وفي فرنسا، سعى قضاة تحقيق إلى إصدار مذكرة توقيف، بحق الأسد، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، فيما يتصل بهجوم كيميائي قاتل في سوريا في عام 2013 بموجب المفهوم القانوني للولاية القضائية العالمية.

وروسيا لا تسلم مواطنيها - في عملية قانونية يُعاد بموجبها شخص ما إلى دولة أو منطقة أخرى لمحاكمته على جريمة مشتبه بارتكابها.

ويرجح أن لا يغادر الأسد روسيا، متوجهاً إلى بلد يمكن تسليمه فيه إلى سوريا، أو أي بلد آخر قد توجه إليه اتهامات بارتكاب جريمة.

شارك الخبر: