• الساعة الآن 01:23 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الخيارات تضيق أمام الأسد.. ماذا ينتظر نظامه؟

news-details

 

التقدم الكبير الذي حققته الفصائل المسلحة في حماة وصولا إلى حمص السورية يضع الشكل العام للنظام السوري على المحك، ومما يزيد من هذه الحالة الصعبة أيضا بالنسبة لرئيسه بشار الأسد هو "الأنباء السيئة" التي ترددت على لسان مسؤولين خلال الساعات الماضية، وعكستها قرارات اتخذتها عدة دول، بينها موسكو.

وتسعى الفصائل المسلحة الآن إلى التوغل داخل مدينة حمص وسط البلاد، من أجل السيطرة عليها والانتقال إلى العاصمة دمشق، كما فعلت قبل يومين في حماة وسابقا في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية من حيث كثافة السكان.

وفي المقابل كانت فصائل مسلحة أخرى شنت من جنوب سوريا سلسلة هجمات، يوم الجمعة، مما دفع النظام السوري للانسحاب كليا من محافظتي درعا والسويداء، وأكد الأخير ذلك في بيان رسمي نشرته وزارة دفاعه، صباح السبت.

وهذه المرة الوحيدة والاستثنائية بعد إحكام "حزب البعث" قضبته على السلطة في سوريا التي يصل فيها النظام السوري إلى هذه المرحلة. ورغم أنه عاش ظروفا مشابهة بعد عام 2011 لم تكن الصورة العسكرية والسياسية سابقا كما الحالة التي عليها اليوم.

وعلى وقع تقدم الفصائل المسلحة من عدة اتجاهات جنوبا وشمالا اتخذت دول الجوار مع سوريا، بينها الأردن ولبنان قرارات بإغلاق المعابر الحدودية، وفي غضون ذلك دعت موسكو حليفة الأسد الأبرز رعاياها في المحافظات السورية إلى مغادرة البلاد.

وبالتوازي مع ذلك صدرت عدة تصريحات من روسيا وإيران حليفة الأسد الثانية، ولم تشير في غالبيتها إلى أي استعداد على صعيد إنقاذ رئيس النظام السوري وانتشاله من دائرة الخطر التي باتت تضيق عليه بالتدريج في دمشق.

 

ماذا ينتظر الأسد؟

ويشي الواقع الحالي أن النظام السوري يواجه مشكلة عميقة، وبعدما كانت خسارة حلب وحماة كارثية بالنسبة له، بدأت الآن مناطق أخرى في الخروج عن سيطرته، بحسب ما يقول الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن الدولية، آرون لوند.

ويوضح لوند لموقع "الحرة" بالقول: "إذا تمكن النظام من شن معركة من أجل حمص، فربما يكون بوسعه أن يعمل على استقرار وضعه.. ولكن يبدو أن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ بالنسبة للأسد".

 

ومن شأن خسارة حمص أن تقسم النظام السوري إلى قسمين، وحتى إذا واصل المؤيدون المتشددون القتال فإنهم لا يستطيعون أن يزعموا بشكل موثوق أنهم يشكلون حكومة فعّالة.

ويشير الخبير إلى أن التقارير الأخيرة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز والتي تفيد بأن المستشارين الإيرانيين يغادرون سوريا "تشكل في الواقع نبأ سيئا للغاية بالنسبة للنظام وأنصاره".

ويعتقد أنه "من غير المرجح أن يتمكن النظام من تحويل الأمور في غياب الدعم الثقيل والفوري من إيران وروسيا".

 

هل من توقعات للمستقبل؟

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم أن إيران بدأت في سحب عناصرها وقادتها العسكريين من سوريا، الجمعة، على قع التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة في المدن الرئيسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإجراء يكشف عجز طهران مساعدة بشار الأسد، بينما يواجه هجوما من الفصائل المسلحة المعارضة.

وقال مسؤولون إيرانيون وإقليميون إن من بين القادة الذين تم نقلهم إلى العراق ولبنان، قادة كبار من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى نقل بعض الموظفين الدبلوماسيين الإيرانيين وعائلاتهم المدنيين أيضا، وحتى عاملين في قواعد الحرس الثوري في سوريا.

وتجري عمليات الإجلاء عبر طائرات تتجه إلى طهران، ويغادر آخرون عبر طريق برية إلى لبنان والعراق وميناء اللاذقية السوري.

وقبل هذا التقرير نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر لم تسمها أن "مسؤولين مصريين وأردنيين دعوا الأسد إلى مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى"، وهو ما نفته السفارة الأردنية في واشنطن بشدة، في بيان شديد اللهجة هاجمت فيه الصحيفة التي دعتها إلى "تصحيح الخطأ".

كما ذكرت "وول ستريت" أن الدول العربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وقطر، باتت تشعر بقلق متزايد إزاء الانهيار السريع لنظام الأسد، وما قد يترتب على ذلك من زعزعة الاستقرار الإقليمي.

 

ويوضح الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، أيمن الدسوقي أن المعارك الأخيرة أظهرت قدرة النظام السوري على حقيقتها دون حلفائه.

كما أحدثت الهزائم تشققات داخله تتنامى تدريجيا، مما خلق حالة عدم يقين بخصوص مستقبل النظام السوري، بحسب حديث الباحث لموقع "الحرة".

ويرى أن مصير النظام السوري "متروك لحقائق الميدان ومفاوضات الغرف المغلقة وتعاطي النظام معهما".

وما يزال النظام يراهن على تمسكه بدمشق العاصمة، وهنالك أحاديث بأنه في حال هزيمته في دمشق فإن هنالك خيارات منها الذهاب للساحل والتمترس هنالك، وحتى في حال هزيمته فإن حالته الميليشاوية لن تنتهي قريبا، بحسب ما يضيف الدسوقي.

ويعتقد أن هنالك محاولات يمكن تلمسها بتصريحات مسوؤلي دول إقليمية ودولية، بأن جزء من النظام ضروري للحفاظ على هيكلية مؤسسات الدولية وتجنب سيناريو الانهيار الكلي.

كما أن بقاء جزء من النظام "ضروري لفصل الأسد عن نظامه وعزل الأسد وإفقاده الدعم من نظامه، وزيادة التناقضات لدفعه للقبول بتسوية ما، وإيجاد مخرج له يحول دون أخذ قرار المواجهة للنهاية وما يعنيه ذلك من دمار مؤسساتي ومجتمعي ومادي".

ويتابع الباحث أن "بقاء جزء من النظام قد يكون واقعيا عقب تجربة إسقاط نطام صدام حسين، وما تبعه من فوضى في العراق ما يزال يعاني من تبعاتها لليوم".

شارك الخبر: