أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت أنه نفّذ سلسلة ضربات في لبنان "استهدفت حزب الله"، وذلك بعد رصد ما وصفه بأنه "أنشطة شكّلت تهديداً"، في اليوم الرابع من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وذكر الجيش في بيان أربعة حوادث منفصلة شملت "نقل وسائل قتالية" والعمل في "موقع في داخله منصات صاروخية لحزب الله" والعمل "داخل بنية تحتية لإنتاج الصواريخ"، مشيرا إلى أن بعض الضربات نفّذها سلاح الجو.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق السبت وفقا لوكالة فرانس برس للأنباء، استهدافه "بنى تحتية عسكرية" قريبة من الحدود السورية اللبنانية، وقال إن حزب الله يستخدمها في عمليات تهريب أسلحة، في خطوة وصفها بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل.
وأفاد الجيش بأن سلاح الجو نفّذ "ضربة على مواقع بنى تحتية عسكرية محاذية للمعابر الحدودية بين سوريا ولبنان كان حزب الله يستخدمها بشكل نشط لتهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان".
وأضاف أن عملية التهريب حدثت "بعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ".
كما أعلن الجيش أنه يجري عمليات تفتيش في جنوب لبنان منذ أمس استطاع خلالها الجنود "مصادرة أسلحة كان حزب الله يخفيها داخل مسجد".
ودخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ صباح الأربعاء الماضي، وهو اتفاق يضع حداً لما يزيد على عام من العمليات العسكرية المتبادلة عبر الحدود والحرب المفتوحة التي استمرت شهرين بين إسرائيل وحزب الله.
"انتهاك متواصل لوقف إطلاق النار"
قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الجيش الإسرائيلي نفذ ظهر اليوم عمليات توغل في بلدة عيترون - قضاء بنت جبيل، "في انتهاك متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار".
واضافت الوكالة أنه جرى رصد تحرك للجنود والآليات في محلة المطيط وبعض الأحياء في عيترون، حيث أضرموا النيران بسيارة.
كما سحقت دبابة "ميركافا" عدداً من السيارات، فضلاً عن محاصرة بعض العائلات التي قُدمت لهمالمساعدة عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر لإجلائهم من البلدة، بينما رفع الجنود سواتر ترابية في عدد من الطرقات في محلة مرج العبد في عيترون، وجرفوا الطرقات في محلة المطيط في عيترون بغية تخريبها.
وقالت الوكالة إن جنوداً إسرائيليين أطلقوا رشقات رشاشة مكثفة من مواقعهم في أطراف مارون الراس باتجاه سرايا بنت جبيل في أثناء قيام عناصر الدرك في فصيلة بنت جبيل بمعاينة الأضرار فيها، مما أجبر العناصر على العودة إلى مخفر رميش.
كما أُبلغ عن قيام جنود بعمليات تمشيط بأسلحتهم الرشاشة الثقيلة باتجاه مدينة بنت جبيل من موقعهملترهيب وإبعاد الأهالي ومنعهم من العودة الى المدينة.
وأفادت أنباء بأن الجيش الإسرائيلي رفض إعطاء إذن للمرة الثالثة للجنة الدولية للصليب الاحمر من أجل التوجه الى بلدة بيت ليف في بنت جبيل لنقل عدد من الجرحى فيها، ورفض دخولها إلى بلدة عيترون لإجلاء مدنيين ما زالوا فيها.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة ثلاثة أشخاص، من بينهم طفل، بجروح جراء غارة إسرائيلية طالت سيارة في جنوب البلاد، اليوم السبت، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وأفادت الوزارة: "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في مجدل زون أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات".
"إخلاء بلدات من الأهالي"
كما أصدرت بلدية دير سريان اللبنانية، المتاخمة للحدود بيانا دعا الأهالي إلى إخلاء البلدة حفاظاً على سلامتهم بسبب تهديدات إسرائيلية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وأفاد البيان: "بعد التهديدات التي أطلقها العدو بعدم العودة للقرى المتاخمة للحدود، والتي شملت بلدتنا، وبعد مراجعة المعنيين ندعو الأهل الكرام لإخلاء البلدة حفاظا على سلامتهم".
وأصدرت بلدية ديرميماس بياناً بالتنسيق مع الجيش اللبناني يمنع الأهالي من الذهاب إلى الأراضي الزراعية وكروم الزيتون حرصاً على السلامة.
أفاد البيان: "لا تزال بلدتنا ديرميماس منطقة دقيقة أمنياً ومشمولة بتحذيرات الإخلاء، لذلك يمنع منعاً باتّاً التوجه إلى كافة الأراضي الزراعية وكروم الزيتون بتوجيه من قيادة الجيش اللبناني حرصاً على سلامتكم وتحت طائلة المحاسبة القانونية وتعريض البلدة وأهلها للخطر".
وأضاف: "كما يُمنع منعاً باتّاً إدخال أو تأجير أي شخص من خارج البلدة تحت طائلة المحاسبة القانونية".
وأكد البيان أن رئاسة البلدية: "تتواصل مع الأجهزة الأمنية وسوف تتابع مع الجيش اللبناني والجهات المختصة كافة الإجراءات لتسهيل عودة آمنة إلى بلدتنا في الوقت المحدد".
وتابع البيان: "نظراً لخطورة الوضع نناشدكم بعدم التوجه في الوقت الحالي إلى بلدتنا بانتظار البيانات التوجيهية اللاحقة".
كما أفادت مراسلة الوكالة الوطنية للإعلام، أن الجيش الإسرائيلي نفذ غارتين على تبنة في البيسارية.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة اللبنانية، بياناً أفاد بأن الهجوم الإسرائيلي على البيسارية أسفر عن إصابة شخص بجروح.
وأضافت المراسلة أن القوات الإسرائيلية شنت هجوماً آخر باستخدام طائرة مسيّرة استهدف بلدة رب ثلاثين، مما أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة شخصين.
"توصيات لتفادى الأجواء اللبنانية والإيرانية"
أفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن وكالة سلامة الطيران الأوروبية مددت يوم السبت توصياتها لشركات النقل الجوي بتفادي التحليق في أجواء لبنان وإيران، حسبما أفادت وكالة فرانس برس للأنباء.
كما أوصت الوكالة باعتماد "عملية مراقبة صارمة" في أجواء إسرائيل، على الرغم من تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وتستمر التوصيات غير الملزمة حتى 31 كانون الثاني/يناير المقبل، وتعود صلاحية اتخاذ القرار النهائي لسلطة الطيران المدني الوطنية في كل من دول الاتحاد الأوروبي.
وكتبت وكالة سلامة الطيران: "خفّض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله التوترات، لكن الوضع العام في الشرق الأوسط يبقى غير مضمون ويجب أن تقوم الشركات بمراقبته عن كثب".
كما وصفت المجال الجوي الإيراني بأنه "يمثّل خطراً متزايداً"، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي شنّته إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وردّت إسرائيل عليه.
واعتبرت الوكالة أن الدولة في لبنان "لم تثبت قدرتها على الاستجابة للمخاطر في المجال الجوي من خلال تنفيذ نهج فعال واستباقي لخفض التصعيد".
وفي حين أظهرت سلطة الطيران المدني في إسرائيل "قدرتها على إدارة المخاطر في مجالها الجوي"، دعت الوكالة الأوروبية شركات الطيران إلى اليقظة أثناء التحليق في أجوائها.
كما أكدت الوكالة أنها "ستواصل المتابعة الدقيقة للوضع بغرض تقييم تزايد أو تراجع المخاطر لمشغّلي طائرات الاتحاد الأوروبي، بحسب تطور التهديد".
ودخل اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله، حيّز التنفيذ يوم الأربعاء، ومن المفترض أن يضع حدا لصراع بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما فتح الحزب جبهة "إسناد" لقطاع غزة في أعقاب اندلاع حرب بين إسرائيل وحماس.
وكثّفت إسرائيل، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، غاراتها الجوية ضد الحزب وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان اعتبارا من سبتمبر/أيلول الماضي.