قطعت "هيئة تحرير الشام" وفصائل حليفة لها الطريق الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب كبرى مدن شمال سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، وذلك على وقع اشتباكات متواصلة منذ الأربعاء مع الجيش السوري عقب هجومللهيئة على مواقع لقوات الجيش شمال غرب البلاد.
وقتل أكثر من 200 جندي من الجيش السوري ومقاتلاً من "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة الأخرى، في الاشتباكات، بحسب المرصد.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية - بقيادة هيئة تحرير الشام - في شمال غربي البلاد، أمس الأربعاء، بدء عملية عسكرية واسعة ضد قوات الجيش السوري و"المليشيات الموالية لإيران" في ريف حلب الغربي.
وفي إطار الاشتباكات المندلعة بين الجيش السوري وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى حليفة لها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم بمقتل "ضابط في الحرس الثوري الإيراني في هجوم شنّه مسلحون قرب مدينة حلب في شمال سوريا".
وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل العميد كيومرث بور هاشمي المعروف بالحاج هاشم، أحد "المستشارين العسكريين في العراق وسوريا"، مشيراً الى أنه كان من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
وقال الناطق باسم "إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان" حسن عبد الغني، إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية للحشود العسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تهدد المناطق المحررة"، بحسب تعبيره.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية إن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى موجودة في ريفي إدلب وحلب قامت "بشن هجوم كبير على جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء 27 / 11 /2024 بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق".
وأضافت الوزارة أن القوات السورية تصدت للهجوم "الذي ما زال مستمراً حتى الآن".
وكشفت وكالة رويترز عن مصدر عسكري لم تسمه، أن مسلحي المعارضة تقدموا وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء، اللتين يوجد بهما حضور قوي لجماعة حزب الله اللبنانية.
وقالت "إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان"، في بيان صدر الأربعاء عبر منصة تلغرام، إن قوات المعارضة سيطرت على الفوج 46، أكبر المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري غرب حلب.
كذلك أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" أنها أسرت، صباح الخميس، عنصرين ممن وصفتهما بمليشيات إيران، مؤكدة أنها استهدفت أيضاً طائرة في مطار النيرب شرق حلب.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن "الفصائل تمكنت من تحقيق تقدم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، حيث سيطرت على قرى ذات أهمية استراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي في محاولة لقطعه.".
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن "الهيئة سيطرت على 20 قرية في ريف حلب، وإذا ما استمرت بالتقدم ستنجح بالوصول إلى حلب وسراقب، ولكنها لم تنجح حتى الآن في ذلك".
وأشارت وسائل إعلام موالية للفصائل المعارضة إلى أن "الفصائل تمكنت من السيطرة على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي شمال سوريا".
وفي السياق، أظهرت مقاطع مصورة لم يتم التحقق منها، استيلاء هيئة تحرير الشام على أسلحة ثقيلة ومركبات عسكرية تابعة لقوات الجيش السوري.
في المقابل، ذكر مصدر عسكري لرويترز أن الجيش السوري قصف مناطق قرب مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة ومدينتي أريحا وسرمدا ومناطق أخرى في جنوب محافظة إدلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران السوري والروسي شن 33 غارة استهدفت المدنيين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة شرقي إدلب شمالي سوريا.
وقال شهود عيان إن مئات العائلات فرت إلى مناطق أكثر أمناً على طول الحدود التركية.
ويقول المعارضون المسلحون إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع المسلحين.
وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس/ آذار 2020، عندما اتفقت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم فصائل المعارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمسلحين في شمال غرب سوريا.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.