تعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات حادة من قبل لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية بسبب فشلها في تقدير النمو الخطير لمجموعة فاغنر الروسية.
وخلصت اللجنة - المكونة من مشرعين ينتمون لأحزاب سياسية مختلفة - إلى أن هناك "قصورا مؤسفا في فهم" أنشطة فاغنر في أفريقيا لدى الحكومة.
وقالت رئيسة اللجنة، أليسيا كيرنز: "نشعر بقلق عميق إزاء افتقار الحكومة المؤسف إلى فهم طبيعة سيطرة فاغنر على مناطق خارج أوروبا، خاصة فيما يتعلق بإحكام قبضتها على دول أفريقية".
وأشار التقرير إلى سبع دول رُصد فيها نشاط عسكري لفاغنر؛ هي أوكرانيا وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وموزمبيق ومالي.
ونجحت جماعة مرتزقة فاغنر في تطوير نموذج مربح حقق نجاحا كبيرا في تلك الدول، مما أدى إلى إثرائها هي وعملائها من الحكام على حساب السكان المحليين في أغلب الأحيان.
وأكدت اللجنة، التي استعانت للمرة الأولى ببحث استقصائي مفتوح المصدر في إعداد تقريرها المكون من 82 صفحة، أن الحكومة البريطانية "قللت من شأن وخطورة أنشطة شبكة فاغنر، فضلاً عن التداعيات الأمنية لتلك الأنشطة وما تنطوي عليه من خطورة على أوروبا".
واحتلت هذه القضية قدرا أكبر من الاهتمام هذا الأسبوع عقب الإعلان عن تأسيس ما يتراوح بين 3000 و10,000 من مقاتلي مرتزقة فاغنر قاعدة عسكرية في بيلاروسيا وسط خطاب محمل بالحديث عن رغبة هؤلاء المسلحين في شن هجوم عبر الحدود على بولندا التي تحمل عضوية حلف شمال الأطلسي.
واستند تقرير لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني إلى أدلة قدمها مصدر مطلع من كبار قادة فاغنر - "منشق" - كشف من خلالها أن جماعة المرتزقة التي كان ينتمي إليها تفتخر بتعليم قوات الشرطة المحلية في جمهورية أفريقيا الوسطى كيفية تعذيب الأسرى المدنيين.
وتواجه جماعة فاغنر اتهامات بقتل مئات المدنيين في هذه الدولة بهدف دعم النظام الذي يدفع رواتبهم.
وتُعد مالي أيضا مثالاً واضحاً للدول التي نجحت فيها فاغنر في أن تحل محل القوات الغربية بقيادة فرنسا، في الوقت الذي تشيد فيه هذه الدولة الأفريقية بحكومة استبدادية استولت على السلطة مؤخراً.
وقال التقرير: "المكان الذي تغادره قوى الغرب تدخله فاغنر مدفوعة بقناعة بأن هناك فرصا تنطوي عليها المعاناة ومكاسب يمكن تحقيقها وسط الفوضى".
وأضاف: "يجب على المملكة المتحدة أن توفر بديلاً للدول التي تكافح. لأن أحد أهداف السياسة الخارجية للكرملين هو إجبار الدول الفاشلة على الاعتماد على شبكة فاغنر".
وبعيدا عن أفريقيا، كانت لجماعة فاغنر دوراً أساسياً في التمكين للاحتلال الروسي والضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي في 2014.
ومنذ ذلك الحين، أصبح هؤلاء المرتزقة من أهم القوات القتالية المؤثرة التي تحارب جنبا إلى جنبا إلى جنب مع الجيش الروسي في أوكرانيا، كما أسسوا في الفترة الأخيرة قاعدة عسكرية في بيلاروسيا.
ويصف التقرير الصادر الأربعاء عن لجنة لشؤون الخارجية في البرلمان، نهج الحكومة تجاه فاغنر بأنه يعبر عن "الرضا بشكل ملحوظ".