• الساعة الآن 02:43 AM
  • 8℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

من العِداء الى الإخاء.. هل روض الجشع أنصارالله؟!

news-details

 

 

خاص-النقار

كانت مجرد تكشيرةٍ لسيل المزيد من اللعاب، أو هكذا فهمت الرياض تلك التكشيرة الواسعة من قِبَل جماعة صنعاء طيلة سنوات. فكلما برزت الأنياب، زاد اللعاب سيلاً. أدركت الرياض اللعبة وأتقنتها، لتُثبت لأولئك الغارقين في أوهامهم أن المسألة ليست كما تصوّرها قصيدة المتنبي عن “نيوب ليثٍ بارزةٍ يُظنّها الرائي ابتساماً”، بل أرادت القول إنها تعرف تلك النيوب جيداً.

منذ أن حلّ آل جابر في العاصمة صنعاء، وفي قصر مهيب يُدعى جمهورياً، كان ذلك إيذاناً بفتح جديد لجماعة صنعاء. فكل ما أرادته الجماعة هو أن تحجّ وتُؤدي صرختها المدوية عند المشعر الحرام، فكان لها ذلك وأكثر. وكما يُقال: “حجّوا وفوقه بيعوا مسابح”.

موسمان مضيا، ذهب خلالهما وفد الحجيج الرسمي مُحرماً من مطار صنعاء ليعود إلى المطار نفسه معبّراً عن شكره لحكومة الرياض وشعبها على كرم الضيافة. اختفت المصطلحات التي طالت رؤوس الناس لسنوات، مثل “دول العدوان” و”ممالك الشر”، لتحلّ مكانها لغة جديدة تعبّر عن نجاح العملية.

لكن تلك العملية بقيت غامضة؛ فلا نجاحها انعكس على أوضاع البلد، ولا أُفرج عن الآلاف ممن زُجّ بهم في السجون بتهمة “التخابر مع دول العدوان”. بقيت الأمور كما هي: غموض، تكشيرات، وجلسات سرية.

ها هو القيادي حسين العزي، وعلى طريقة زعيم جماعته، يكشف بعضاً من ذلك الغموض بتغريدة مباغتة يقول فيها: “قطعت صنعاء والرياض شوطاً مهماً على طريق السلام وتظهران تصميماً مشتركاً على تحقيق هذه الغاية النبيلة. لذلك لن تسمحا لأي طرف فرعي داخل التحالف بمواصلة عرقلة هذا المسار، وأعتقد أنه من المهم أيضاً أن تتخلى أمريكا عن موقفها المعيق للسلام”.

هذه اللغة من حسين العزي ليست مجرد دبلوماسية، بل تعبير عن أن الرياض نجحت في ترويض جماعته إلى حدّ أنهم باتوا يُحمّلون أمريكا مسؤولية عرقلة السلام، متناسين كل ما كانوا يطالبون به سابقاً.

سواء أكان هذا التحول انعكاساً لتفاهمات الرياض وطهران أم تعبيراً عن حسن نية تجاه السعودية، يبقى السؤال: أين الشعب من كل ذلك؟ ولماذا تصرّ جماعة صنعاء على إخفاء تفاصيل “الشوط المهم” الذي أُنجز مع الرياض؟

تحت عنوان “تساؤلات مواطن”: تساءل الناشط نايف عوض: “طالما هناك بوادر اتفاق وتفاهمات تقود إلى سلام شامل، فما هي الأسس التي ستُبنى عليها؟ وهل هي لصالح الشعب أم لصالح المتصارعين وتقاسم الغنائم؟ أليس الشعب هو مصدر كل تشريع؟ فلماذا يكون الشعب آخر من يعلم؟”.

 

مثل هذه التساؤلات، بالنسبة لجماعة صنعاء، لا تستحق التفاتاً أو إجابة.

السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي يقارن بين اتفاقين قديم وحديث: “اتفاق الرياض (1)” و”اتفاق الرياض (2)”، قائلاً: “إذا كان الأول اعتُبر حلاً للقضية الجنوبية، فإن الثاني يبدو موجهاً لحل القضية الشمالية، ولكن من وجهة نظر أنصارية-سعودية”.

أما حالة الودّ التي أظهرتها جماعة صنعاء تجاه “دول العدوان”، بينما تُحاكم المئات بتهمة التخابر معها، فيعلّق عليها النائب أحمد سيف حاشد قائلاً: “في صنعاء كنتُ لا أستطيع التواصل مع أصدقائي في الخارج حتى لا يُعتبر ذلك تخابراً. واليوم أراهم يتجابرون بودّ ومحبة”.

المفاجأة الكبرى كانت في تصريح النائب عبده بشر عن احتمال “منح الحوثيين جائزة نوبل للسلام”. قال مستغرباً: “ننتظر الأيام القادمة لنعرف ما تحمله من سيناريوهات”.

شارك الخبر: