يدرس العلماء، من بينهم عالم الأحياء الروسي أليكسي موسكاليف، العوامل الوراثية التي قد تسهم في إبطاء شيخوخة الدماغ وتقليل خطر التدهور المعرفي مع تقدم العمر، وفقاً لأحدث الأبحاث.
وفي كتابه "7 خطوات نحو الوضوح العقلي"، استعرض موسكاليف العوامل البيولوجية التي تؤثر على صحة الدماغ وطول عمره، موضحاً دور جينات محددة في تقليل التأثيرات السلبية المرتبطة بالشيخوخة، ومنها الإجهاد التأكسدي والالتهابات، إلى جانب قدرتها على تعزيز الروابط بين الخلايا العصبية.
وتشير الأبحاث إلى أن بعض المتغيرات الجينية، مثل الجين APOE (وتحديداً متغيره APOE e2)، تسهم في تقليل مخاطر مرض ألزهايمر وتعزز الذاكرة، فيما يرتبط الجين BDNF بتحفيز الخلايا العصبية وحمايتها من التوتر. أما جين FOXO3 فينظم عمليات إصلاح الحمض النووي في الدماغ، مما يعزز من وظائفه على المدى الطويل.
من جهة أخرى، تلعب الجينات المرتبطة بإيقاعات الساعة البيولوجية، مثل CLOCK وBMAL1 وPER، دوراً رئيسياً في تحسين كفاءة وظائف الدماغ أثناء النوم، بينما يُعد الجين FGF21 بمثابة "بطل مكافحة الشيخوخة" بفضل قدرته على تنظيم استقلاب الغلوكوز وتقليل الإجهاد التأكسدي، مما يساهم في تحسين الصحة العقلية.
وتعتبر الجينات الأخرى، مثل ACE1 وIGF1، من العوامل الداعمة للقدرات المعرفية، إذ تنظم ضغط الدم ووظيفة الخلايا العصبية، ما ينعكس إيجاباً على الذاكرة وسرعة المعالجة.
من خلال هذا التنوع الجيني، قد تتاح فرص جديدة لتطوير استراتيجيات علمية لمكافحة التدهور المعرفي وتعزيز الصحة العقلية في سن الشيخوخة، مما يمثل بارقة أمل للأجيال القادمة في مواجهة تحديات العمر.