ارتفعت حصيلة القتلى بسبب الفيضانات المدمرة التي ضربت شرق إسبانيا إلى 211 شخصا، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز السبت نشر 10 آلاف جندي وشرطي إضافي في منطقة فالنسيا. وتم تسجيل كل القتلى تقريبا في منطقة فالنسيا الشرقية حيث يتم العمل على إزالة الركام والأوحال بحثا عن الجثث.
حطام السيارات والحطام متراكم في شوارع بايبورتا، في 31 أكتوبر 2024، مغطى بالطين بعد أن دمرت الفيضانات المفاجئة هذه المنطقة من منطقة فالنسيا، شرق إسبانيا. تسابق رجال الإنقاذ في 31 أكتوبر 2024 للعثور على الناجين وضحايا الفيضانات التي تحدث مرة واحدة في الجيل في إسبانيا والتي قتلت ما لا يقل عن 95 شخصًا وتركت البلدات مغمورة في طوفان موحل مع سيارات مقلوبة متناثرة في الشوارع. انضم حوالي 1000 جندي إلى الشرطة ورجال الإطفاء في البحث الكئيب عن الجثث في منطقة فالنسيا حيث بدأت إسبانيا ثلاثة أيام من الحداد. سقط ما يصل إلى عام من الأمطار في غضون ساعات قليلة على مدينة فالنسيا الشرقية والمنطقة المحيطة بها في 29 أكتوبر مما أدى إلى سيول من المياه والطين عبر البلدات والمدن. (تصوير خوسيه جوردان / وكالة فرانس برس)© أ ف ب
في الأثناء، هناك أمل بأن ينخفض عدد المفقودين فور استئناف خدمات الاتصال عبر الهاتف والإنترنت.
وتمثّل الأولوية إعادة فرض النظام وتوزيع المساعدات في البلدات والقرى المدمّرة والتي قطعت عنها إمدادات الغذاء والمياه والطاقة على مدى أيام.
وتعرّضت السلطات لانتقادات واسعة بشأن مدى كفاية أنظمة التحذير قبل الفيضانات واشتكى بعض السكان من أن الاستجابة للكارثة كانت بطيئة للغاية.
وقالت نائبة المسؤول عن منطقة فالنسيا سوزانا كاماريرو للصحافيين السبت إنه تم إيصال الإمدادات الأساسية "من اليوم الأول" إلى كل التجمّعات السكانية التي يمكن الوصول إليها.
لكن من "المنطقي" أن يطالب السكان المتضررون بالمزيد، على حد قولها.
قيّدت السلطات في فالنسيا إمكان الوصول إلى الطرق على مدى يومين للسماح لفرق الطوارئ بتنفيذ عمليات لوجستية وللبحث والإنقاذ بشكل أكثر فعالية.
تضامن
وخرج آلاف المواطنين الذين جروا عربات تسوّق وحملوا معدات إلى الشوارع الجمعة للمساعدة في جهود التنظيف.
وذكرت كاماريرو أن بعض البلديات حصلت على كم هائل من "التضامن والمواد الغذائية".
وتواصل التضامن السبت إذ خرج حوالى ألف شخص من مدينة فالنسيا الساحلية باتّجاه بلدات قريبة دمّرتها الفيضانات، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس.
وحضّتهم السلطات على التزام منازلهم لتجنّب الازدحام المروري الذي من شأنه أن يعرقل عمل أجهزة الطوارئ.
وترأس رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اجتماع خلية أزمة يضم كبار أعضاء الحكومة السبت ومن المقرر أن يوجّه خطابا إلى البلاد في وقت لاحق.
وتشكّلت العاصفة التي تسببت بالفيضانات الثلاثاء مع تحرّك الهواء البارد فوق المياه الدافئة في المتوسط، وهو أمر معتاد في هذا الوقت من العام.
لكن العلماء يحذّرون من أن تغير المناخ المدفوع بالنشاط البشري يزيد من شدة ومدة وتكرار ظواهر الطقس الحادة هذه.