تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى وقف إطلاق النار في غزة وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصة وأنها اشترطت على إسرائيل استمرار الدعم العسكري مقابل السماح بدخول قوافل المساعدات إلى القطاع.
والاثنين، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ودول عربية في محاولة جديدة للدفع نحو وقف لإطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وفقاً لبيان الخارجية الأميركية.
وترى الإدارة الأميركية، أن رئيس الحركة السابق في غزة يحيى السنوار الذي قتل مؤخراً، كان "عقبة" رئيسية أمام وقف الحرب، والسؤال هنا: هل صارت الفرصة سانحة لبدء المفاوضات، وهل حماس مؤهلة لاتخاذ قرار وقف الحرب؟
يقول سعيد عكاشة، وهو خبير في الشؤون الإسرائيلية في مركز الأهرام للدراسات: "من الناحية العملية، فرص المفاوضات ضعيفة للغاية، لأن شروط نتانياهو شروط استسلام، وفي الغالب لن تقبلها حماس. المسافة متباعدة بين الطرفين، لكن مع كل ذلك يجب أن تستمر الجهود".
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، أشار عكاشة إلى أن "مقتل السنوار صَعب الوصول إلى قرار داخل حماس، والعرض الذي يقدمه نتانياهو منحهم الحياة لمدة أشهر، لأن لا ضمانات على حياتهم، خاصة وأن رئيس الشاباك قال سنطاردهم ونقتلهم جميعاً وكل من شارك في هذه الحرب".
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال عقب مقتل السنوار، إن هذا الصراع يمكن أن ينتهي، إذا ما سلمت حماس سلاحها، وأعادت المختطفين إلى ديارهم.
ويعتقد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، داني ألون، بدوره، أن "الأميركيين، لم يتمكنوا من جسر الهوة" في إشارة إلى إسرائيل وحماس.
وقال في مقابلة مع "الحرة": "الآن، بعد مقتل السنوار، ربما لا توجد قيادة رسمية لحماس تستطيع اتخاذ القرار. ربما تكون هناك قيادة جماعية للحركة، تجعل عملية اتخاذ القرار أكثر صعوبة".
واعتبر نتانياهو الذي كان قد توعد بـ"القضاء" على حماس بعد هجوم مسلحي الحركة على جنوب إسرائيل، العام الماضي، أن مقتل السنوار "محطة مهمة" في تراجع الحركة لكن "الحرب لم تنتهِ بعد".
ويشير ألون إلى أن "إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار الآن، إذا ما عاد الرهائن وأطلق سراحهم".
يعتبر مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار الأسبوع الماضي، بعد عملية بحث دامت عاما، انتصارا كبيرا لإسرائيل. لكن القادة الإسرائيليين يقولون إن الحرب يجب أن تستمر لحين القضاء على الحركة الفلسطينية لأنها تشكل تهديدا عسكريا وأمنيا لإسرائيل.