• الساعة الآن 10:01 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

المعتقلات فقاسة الثورات

news-details

 

 

 

 

هنالك الكثير من الدراسات بل والوقائع التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الاعتقالات السياسية والقمع في العادة تؤدي للمزيد من المقاومة والتصعيد، ولعل تجارب معتقلات

أبوغريب وجوانتنامو أثبتت ذلك ،حيث تخرج منها أعتى المقاومين للوجود الأمريكي وكذلك كان في المعتقلات الصهيونية، ولعل الشهيد السنوار أبرز الأمثلة الحية لذلك وهناك أمثلة أخرى أيضاً من واقعنا اليمني المعاصر مثل حالة أنصار الله وماحدث لقياداتهم ومناصريهم من قمع واعتقالات ، حيث حولتهم المعتقلات إلى مقاتلين أكثر تصميماً، كذلك كان وضع الحراك الجنوبي الذي تصعد بفعل الاعتقالات والقمع.

كان بإمكان السلطة في حينها حل مشكلة الجنوب التي كان بالإمكان حلها باجراءات إدارية بسيطة بحسب تقرير (هلال باصرة)، إلا أن تعنت السلطات والقمع والاعتقالات حولت القضية من إدارية إلى سياسية ومن ثم إلى سياسية اجتماعية مسلحة ومعقدة إلى درجة سمحت للتدخل الأجنبي بل وشرعنته وجعلت منه حتمية وضرورة سواء في حالة الحرب أو السلم الأهلي الآن وفي المدى المنظور ، الأمر ذاته ينطبق على أتباع المذهب الزيدي في نشاطهم الفقهي التوعوي الذي تم مواجهته بالقمع بدل استيعابه وتنظيمه مما أدى إلى تحوله إلى نزاع مسلح وصراع سياسي مذهبي وخلق شروخاً كبيرة وعميقة في المجتمع بلغت حد تبني الصراعات الإقليمية لتصبح جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي المنقسم والمتشظي حد التطييف (الطائفية) وهو ما لم يكن موجوداً في الأصل ولم يكن مقبولاً أو مستساغاً لدى عامة الشعب.

اليوم ورغم كل الذي صار لم تستوعب سلطات الأمر الواقع تلك الدروس وما أشبه الليلة بالبارحة، فحالة الاعتقالات التعسفية والإسراف فيها هي سمة اليوم مع توقع سلطات الأمر الواقع لنتائج مختلفة!

وهنا دعونا نسألكم: هل القمع والمعتقلات بالأمس غيرت السنوار أو باعوم أو محمد علي الحوثي واليوم في عدن عادل الحسني أو مدرم أبو سراج أو جماجم وفي صنعاء هل غيرت الكميم أو قطران أو الصمدي؟!

وحتى لا نبقى محكومين بتكرار التاريخ والثورات والثورات المضادة والفعل ورد الفعل المعاكس والصراعات والمآسي والنكبات أطلقوا المعتقلين واسمحوا بحرية التعبير والاحتجاج وعالجوا الأمور بالعقل والحكمة والحوار واستيعاب الآخر.

 

شارك المقال: