في محيط قاعدة بنيامينا التي تعرّضت لهجوم عنيف نفّذه حزب الله الأحد، يتحدث سكان عن ليلة "مجنونة" ومؤلمة، بينما كانت تسُمع أصوات صافرات الإنذار التي دفعتهم إلى الاحتماء بعد إطلاق صواريخ جديدة من لبنان.
وتعد الضربة التي استهدفت بمسيّرات قاعدة عسكرية جنوب مدينة حيفا، الأكثر حصدا للأرواح التي تشهدها الأراضي الإسرائيلية منذ التصعيد العسكري الكبير الحاصل منذ شهر تقريبا في المواجهة العسكرية بين الدولة العبرية والحزب اللبناني.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 60 شخصا بجروح، بينما قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إنّ الضربة استهدفت قاعة الطعام في الموقع.
ويقول يوسف وهو مدير مطعم في كفار كارا، لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته الحقيقية لأسباب أمنية، "الليلة الماضية كانت مجنونة. كان هناك صوت دوي (انفجارات) هائل".
ويضيف "فجأة، بدأت سيارات الإسعاف في المرور، في البداية مرّت واحدة ثم اثنتان ثم ثلاثة وأكثر وأكثر. وكان هناك الكثير من سيارات الشرطة".
ويشير إلى أنّه ظن في البداية أنّ الانفجار مرتبط بالجريمة المنظمة التي تعاني منها بعض القرى العربية والإسرائيلية.
ويتابع يوسف "فتحنا المطعم منذ عامين ولم نكن ندرك أنّنا إلى جانب قاعدة بهذه الأهمية"، متسائلا "كيف علم حزب الله أنّها تقع هنا؟".
ويواصل يوسف تساؤلاته قائلا بقلق "الآن، بعدما باتوا بعرفون (أنّها هنا)، ماذا سيحصل إذا أطلقوا النار في المرة المقبلة وأخطأوا إصابة الهدف؟".
وتقع القرية على طول طريق يؤدي إلى القاعدة العسكرية، حيث يصف شهود آخرون رؤية سيارات إسعاف وسيارات خاصّة تنقل عشرات الجنود الجرحى مساء الأحد.
وبحسب السكان الذين قابلتهم فرانس برس، لم تكن هناك صافرات إنذار أو تحذير مسبق لوصول المسيّرة.
ملاجئ جديدة مضادة للقنابل
في كيبوتس ريغافيم الواقع على بعد بضع كيلومترات من القاعدة العسكرية، يؤكد سكان أنّهم لم يسعموا صوت الانفجار، ولكنّهم علموا أنّه كان قريبا بناء على الصور التي بثّتها القنوات التلفزيونية.
ويقول إيال نابت لوكالة فرانس برس، "تمّ تنبيه فريق الأمن في الكيبوتس على الفور"، مضيفا "لسوء الحظ، سمعنا بعد ذلك سيارات الإسعاف والمروحيات تأتي وتذهب".
ويضيف إيال نابت أنّ سكان الكيبوتس شعروا بالخوف. ولكنه يشير إلى أن التجديد الأخير للملاجئ المضادة للقنابل وإضافة هياكل خرسانية جديدة يمنح "شعورا بالأمان وبأنّ هناك من يسهر على أمننا".
من جهته، تعهّد الجيش إجراء "تحقيق لاستخلاص الدروس" من هذا الهجوم. وقال وزير الدفاع يوآف غالانت خلال جولة في القاعدة العسكرية المستهدفة، إنّه "حدثٌ صعب له عواقب مؤلمة".
وأضاف "نركّز جهودنا على تطوير حلول وعلى الرد على تهديد المسيّرات".
في المقابل، قال حزب الله في بيان الإثنين إنّ الضربة التي نفذها الأحد لم تكن "إلا اليسير"أمام ما ينتظر إسرائيل إذا قررت الاستمرار في عملياتها العسكرية في لبنان.
وبعد ذلك، أعلن استهداف قاعدة بحرية وثكنة عسكرية في إسرائيل.
وفتح حزب الله اللبناني في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 جبهة "إسناد" لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس مع شن الحركة هجوما على الدولة العبرية. وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، تحولت هذه المواجهة الى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر.
ومنذ بدء التصعيد، بدأت الصواريخ تصيب الأراضي الإسرائيلية بشكل أعمق.
واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم المقذوفات، من دون وقوع إصابات تُذكر.
قرب قاعدة بنيامينا، يعمّ شعور بالعجز نتيجة الهجوم الأخير.
وتسأل مالكة أحد الأكشاك عند مدخل كفار كارا رافضة الكشف عن هويتها، "ماذا يمكننا أن نفعل؟"، مضيفة "نحن خائفون ولكن لا يوجد شيء يمكننا القيام به".