• الساعة الآن 01:23 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

التمييز المناطقي في الاستبداد .. براءة اختراع سلطة صنعاء

news-details

خاص | النقار
بلحية كثة وابتسامة عريضة، خرج الإعلامي في الجماعة حسين الأملحي ليقول: “لقد أفرجوا عني”. وكشيء من خفة الدم المفقودة لدى الرجل، كتب تغريدة على صفحته في منصة “إكس” يتحدث فيها عن عدم منحه وقتاً حتى لحلق لحيته، وبالتالي طلب من متابعيه ألا يصدموا بالصورة النضالية التي خرج بها من المعتقل.

حضرت المناطق ومقارنتها في أذهان كل من علم بإطلاق سراح الأملحي من قبل سلطة صنعاء. هل كان اعتقالاً؟ وهل هو إطلاق سراح بعد أسابيع من الاختفاء؟ ربما، وهذا ليس مستبعداً على غرار اعتقال المومري وغيره، باعتبار أن سلطة صنعاء تعمل كالمتحري الذكي الذي يعرف عمله تماماً. ويبقى السؤال الوحيد: لماذا الإفراج عن الأملحي والإبقاء على غيره؟ هذا السؤال يحيل مباشرة إلى أن الرجل من صعدة، وبالتالي لا حاجة للبحث عن إجابة أخرى.

فرداد الحذيفي، مثلاً، مجرد ناشط من إب، وعليه فإن المقارنة بينه وبين شخص من صعدة ظلم كبير من قبل الناشطين لصالح صعدة وامتيازاتها. والأمر نفسه ينطبق على سحر الخولاني ومحمد المياحي وآخرين. فهؤلاء وغيرهم لا تجد سلطة صنعاء مبرراً للاستجابة لمناشدات أو مطالبات أو حتى استجداءات بإطلاق سراحهم، سواء من قبل أهاليهم أو من قبل الناشطين.

وما الذي يمكن أن يعنيه منشور محمود ياسين، وقد أرفقه بصورة لطفل المياحي الصغير، بالنسبة لسلطة أدمنت امتهان كل شيء؟ كتب ياسين معلقاً على صورة الطفل، الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره: ‏”أعيدوا إليه أباه، أطلقوا سراح الكاتب المياحي، يكفي، يكفي”، لكنه ينتظر جواباً ولا جواب.

وما الذي يعنيه منشور مماثل لنايف عوض عن حسين رداد الحذيفي قائلاً: “هل تعرفون من هذا؟ هذا حسين رداد الحذيفي. هذا من حرمتموه من رؤية والده لليوم الثاني والأربعين من التغييب القسري. أليس لديكم أبناء تشتاقون إليهم وتضموهم إلى صدوركم عند عودتكم إلى المنزل؟ هل لديكم إحساس وضمير ورحمة؟ بأي ذنب؟ وماذا صنع؟ وما هي التهمة؟ هل بقي للقانون عندكم أي حُرمة؟”. لكن كل ذلك لا يعني سلطة صنعاء شيئاً.

يكتب الناشط مجدي عقبة احتجاجاً أليماً عن معنى إطلاق سراح الأملحي لكونه من صعدة، بينما رداد يعاني لأنه من إب، حيث أن تلك الانقسامات الإقليمية تفصح عن نفسها دونما حاجة لاستكشافها في أسلوب جهاز سلطة صنعاء.

يواصل عقبة احتجاجه قائلاً: “أفرجوا عن رداد وأثبتوا لنا العكس. رداد ليس مجرماً ولا خائناً ولا مرتزقاً. وإذا أخطأ في حق البعض، فهناك نيابة صحافة وليس تغييباً قسرياً واستعراضاً للقوة. لا تصدقوا… فالأمر سيؤدي بكم إلى الهلاك”.

عشرات المناشدات تطلق يومياً من قبل سياسيين وناشطين وحقوقيين، بينما تبدو سلطة صنعاء وكأنها آلت على نفسها أن تكون صماء تماماً وغير معنية بأن تجيب أو حتى أن تشعر بقليل من الخجل، حسب وصف الناشطين.

شارك الخبر: