• الساعة الآن 01:06 AM
  • 11℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

فوز الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب

news-details

حازت الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، البالغة من العمر 53 عاماً، على جائزة نوبل للآداب لعام 2024، وفق ما أعلنت "الأكاديمية السويدية" اليوم الخميس في ستوكهولم.

وأوضحت لجنة نوبل في بيانها أن هان كانغ، التي تكتب الشعر والرواية باللغة الكورية، حصلت على الجائزة "لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية".

وأشادت الأكاديمية السويدية بعمل هان "لإدراكها الفريد للارتباطات بين الجسد والروح، والأحياء والأموات". وقالت الأكاديمية إن هان "أصبحت من خلال أسلوبها الشعري والتجريبي مبتكرة في النثر المعاصر".

وسبق للكاتبة أن فازت بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها "النباتية" الصادرة عام 2007.

وتعد هان كانغ أول كورية جنوبية وأول امرأة آسيوية تفوز بنوبل للأدب، وهي المرأة الثامنة عشرة التي تحصل على هذه الجائزة. وكانت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف أول امرأة تفوز بالجائزة عام 1909. وتُمنح جائزة نوبل للأدب منذ عام 1901.

وهي ثاني كورية جنوبية تفوز بجائزة نوبل، وكان الأول هو الرئيس السابق كيم داي جونغ، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2000.

وكانت قائمة المرشحين هذا العام قد ضمت أسماء بارزة في عالم الأدب والثقافة، مثل الأمريكي دون ديليللو، والصينية كان شيويه، والمجري لازلو كراسناهوركاي، والأسترالي جيرالد مورنان، والبريطاني سلمان رشدي، والياباني هاروكي موراكامي، والإسرائيلي ديفيد جروسمان.

وستحصل هان كانغ على ميدالية ذهبية وجائزة مالية قدرها 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون دولار أمريكي).

وقد هنأها الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في منشور على فيسبوك قال فيه: "تهانينا لهان كانغ على فوزها بجائزة نوبل للآداب لعام 2024. إنه إنجاز عظيم في تاريخ الأدب الكوري ومناسبة وطنية ستفرح بها البلاد بأكملها. وآمل أن تستمري في تلقي الكثير من الحب من القراء في جميع أنحاء العالم بأعمالك الرائعة".

من عائلة تشتغل بالأدب

وُلدت هان كانغ عام 1970 في مدينة غوانغجو بكوريا الجنوبية، قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى العاصمة سيول في سن التاسعة. تنحدر من أسرة أدبية، إذ كان والدها روائياً مشهوراً.

إلى جانب الكتابة، اهتمت هان كانغ بالفن والموسيقى، وهو ما انعكس على إنتاجها الأدبي.

بدأت مسيرتها الأدبية بنشر قصائدها في مجلة "الأدب والمجتمع" عام 1993. وفي عام 1995، دخلت عالم النثر بنشر مجموعة قصص قصيرة، تلتها روايات وأعمال نثرية أخرى.

جاءت نقطة التحول في مسيرتها الأدبية عام 2016، عندما فازت بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها "النباتية" - الرواية التي صدرت عام 2007، لكن ترجمت إلى الإنجليزية لأول مرة عام 2015 بواسطة ديبورا سميث.

تتناول "النباتية" الآثار العنيفة التي قد تواجهها امرأة تقرر رفض الانصياع لمعايير تناول الطعام.

من أبرز أعمال هان كانغ الأخرى: "الكتاب الأبيض"، و"الأفعال البشرية"، و"الدروس اليونانية".

وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم، خلال الحفل، إن الكاتبة "لم تكن مستعدة فعلاً" للفوز بالجائزة. وأضاف: "تتمتع هان بوعي فريد حول الروابط بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات، وتتميز بأسلوبها الشعري والتجريبي الذي جعلها رائدة في النثر المعاصر".

من جانبها، قالت آنا كارين بالم، العضوة في لجنة نوبل للآداب، إن القراء الذين لا يعرفون هان كانغ عليهم أن يبدأوا بقراءة رواية "الأفعال البشرية" الصادرة عام 2014، فهي قصة مؤثرة للغاية ومروعة في بعض الأحيان، لأنها تستند إلى حدث تاريخي يتعلق بمذبحة قتل فيها الجيش في كوريا الجنوبية عام 1980 أكثر من 100 طالب ومدني كانوا يطالبون بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

ومضت قائلة: "استخدمت كانغ هذه القاعدة التاريخية بطريقة خاصة جداً، حيث تُظهر كيف يتشابك الأحياء والأموات دائماً، وكيف تبقى هذه الأنواع من الصدمات في السكان لأجيال، في بعض الأحيان".

وأضافت: "أود أن أقول إن ما كان فعالاً بشكل خاص في هذا الكتاب هو نثرها الرقيق والدقيق للغاية، والذي يصبح في حد ذاته قوة مضادة لهذا الضجيج الوحشي للسلطة".

يُذكر أن هان كانغ هي أول امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب منذ عام 2022، عندما حصلت عليها الكاتبة الفرنسية آني إرنو. وهي أيضاً أول امرأة تُمنح نوبل هذا العام.

تمّ تحويل كتابين من كتب هان كانغ إلى فيلمين، وهما "النباتية" في عام 2009، من إخراج ليم وو سيونغ، و"الندوب" في عام 2011، من إخراج نفس المخرج.

وتُعد روايتها "يداك الباردتان" التي صدرت عام 2002، والتي تحمل آثاراً واضحة لاهتمامها بالفن، نتاج مخطوطة تركها نحات مفقود مهووس بصنع قوالب جبسية لأجساد النساء.

جائزة مثيرة للجدل

تثير جائزة نوبل للآداب في كثير من الأحيان جدلاً بسبب شخصية الفائزين، إذ قد تُمنح لأسماء غير معروفة عالمياً.

ولا تقتصر الجائزة على الروائيين، فقد فاز بها مؤلفون مسرحيون، مؤرخون، فلاسفة، وشعراء. وأثار فوز بوب ديلان، مؤلف الأغاني الأمريكي، بالجائزة عام 2016 ردود فعل متباينة.

وفي العالم العربي، برزت أسماء عدة منذ فوز نجيب محفوظ بالجائزة عام 1988، وكان من أبرز الأسماء المتداولة الشاعر السوري علي أحمد سعيد، المعروف باسم "أدونيس".

ويأخذ البعض على الجائزة اعتمادها الكبير على الأدب المترجم، ما يحرم مؤلفين بارزين لم تُترجَم أعمالهم بعد من الفرصة.

شارك الخبر: