لازلت أتذكر وانا بالزنزانة الانفرادية ٢٣ بسجن المخابرات بصنعاء ،كنت اسمع أصوات المساجين طوال الليل كازيز النحل وهم يلهجوا بالدعاء وتلاوة القرآن الكريم متوجهين الى الله بقلوب صادقة موجوعة لانصافهم ممن ظلمهم ،وذات ليلة تجاذبنا الاحاديث الحزينة الموجعة انا وجاري بالزنزانة الانفرادية ٢١ الاستاذ المحترم التربوي مجيب المخلافي ، فك الله اسره فقال لي مظالم السجون تسقط اعتى الدول ،تأمل كم مظاليم هنا بالسجن بيدعو من قلب خالص طوال الليل على من ظلمهم وزج بهم هنا بالسجن بتهم كيدية...
وكم يا مظاليم بالسجن ،وقفت على مظالم لمساجين مساكين مقهورين مغيبين خلف الشمس، مغمورين لا احدد يذكرهم، بعضهم منسي بالسجن منذ سنوات دون احالة للمحاكمة!!
مظالم كفيلة بأن تجعل الله يمكر بكم ،اتقوا دعوة السجين المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب...
لن اذكر اسماء المساجين ومدة السجن الذي عرفتهم شخصيا ووقفت على مظلمتهم، ولكن ننصحكم نصيحة اخوية ،ان تتداركوا الامر وتعطوا اولوية لهذا الملف الشائك و المظلم ، وتسرعوا بالافراج عن السجناء السياسيين واصحاب الرأي سيما بهذا الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن والامة العربية ...
اجزم انه لو اعطيت الصلاحيات الكاملة للزميلين القاضيين المحترمين ،النائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي ، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي مروان المحاقري، اللذين نالا الثقة وتم تعيينهما مؤخرا من قبلكم ، والذي اثق في عدلهما و نزاهتهما و انحيازهما لضميرهما القضائي ، مكنوهما من فتح تحقيق قضائي نزيه و زيارة سجن الامن والمخابرات بصنعاء ،والسماع للسجناء والاطلاع على ملفاتهم، ومن يرجح اتهامه يحال للمحاكمة العادلة امام قاضيه الطبيعي..
ومن لا يتوفر أي دليل يرجح اتهامة ونسي بالسجن يتم الافراج عنه من قبلهما ،وذلك براءة للذمة ،وانصاف المظاليم المنسيين..
تذكروا ان العدل أساس الحكم..